الخريف.. موسم الجمال المتقلب بين سحر الطبيعة وتحديات الصحة

مع بداية فصل الخريف تتبدّل الطبيعة في لوحة خلابة؛ أوراق الأشجار تتساقط في مشهد شاعري، والهواء يحمل نسمات باردة تبعث على الانتعاش.
غير أن هذا الجمال لا يخلو من التحديات الصحية إذ يُعدّ الخريف من أكثر الفصول التي تشهد انتشار الأمراض الموسمية نتيجة التقلبات الجوية المستمرة التي تضعف مناعة الجسم وتجعل الإنسان أكثر عرضة للفيروسات والالتهابات.
بين حرارة النهار وبرودة الليل
يُعرف الخريف بأنه فصل “التناقضات”، حيث تتغير درجات الحرارة بسرعة، فيكون النهار دافئًا والليل باردًا. هذا التفاوت المفاجئ يجعل الجسم في حالة ارتباك مناعي، فيفقد قدرته على مقاومة الميكروبات المنتشرة في الهواء.
ويقول الأطباء إن أكثر المشكلات الصحية التي تظهر في هذا الفصل تشمل الإنفلونزا، التهابات الحلق، حساسية الصدر، والجيوب الأنفية، وهي أمراض ترتبط جميعها بجهاز التنفسي الذي يتأثر مباشرة بتقلب الطقس.

الإنفلونزا أبرز زوار الخريف
تُعتبر الإنفلونزا من أكثر الأمراض انتشارًا في فصل الخريف، خاصة مع بداية العام الدراسي واختلاط الطلاب في الأماكن المغلقة.
وتتمثل أعراضها في ارتفاع درجة الحرارة، وسيلان الأنف، وآلام الجسم، والسعال الجاف، والشعور بالإرهاق العام.
ويحذر الأطباء من إهمال العلاج، لأن الإنفلونزا قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن أو مرضى القلب والجهاز التنفسي.
نصائح الأطباء لمواجهة أمراض الخريف
من أجل الاستمتاع بجمال هذا الفصل دون معاناة صحية، ينصح الأطباء بالالتزام بعدد من الإرشادات الوقائية، من أبرزها:
- ارتداء ملابس مناسبة لتغير درجات الحرارة خلال اليوم.
- تناول الخضروات والفواكه الطازجة الغنية بفيتامينات “سي” و“د”.
- تجنب الأماكن المزدحمة عند انتشار العدوى.
- الحرص على التهوية الجيدة في المنازل والفصول الدراسية.
- الحصول على لقاح الإنفلونزا مع بداية الموسم الخريفي.
الجانب النفسي في فصل الخريف
لا يقتصر تأثير الخريف على الصحة الجسدية فقط بل يمتد إلى الحالة النفسية أيضًا.
فكثير من الأشخاص يشعرون بما يُعرف بـ“الاكتئاب الموسمي”، نتيجة قصر ساعات النهار وقلة التعرض لأشعة الشمس.
ولمواجهة ذلك ينصح خبراء الصحة النفسية بممارسة الرياضة في الهواء الطلق، والتعرض للشمس صباحًا، وقضاء وقت مع العائلة والأصدقاء للحفاظ على التوازن النفسي.
الخريف بين الهدوء والوقاية
رغم أن الخريف يحمل في طياته بعض المخاطر الصحية إلا أنه يظل فصلًا مميزًا يمكن الاستفادة منه في الاسترخاء والتأمل وتجديد الطاقة، بشرط اتباع سلوك صحي واعٍ يحافظ على توازن الجسم والمناعة.