في رحاب بيوت الله:
فضل الذهاب إلى المساجد يوم الجمعة وأثره في تزكية النفس والمجتمع
يُطلّ علينا اليوم الجمعة الموافق 31 أكتوبر 2025، يومٌ من أعظم أيام الأسبوع التي اختصّها الله تعالى بالفضل والبركة، إذ يجتمع فيه المسلمون على الطاعة والذكر في بيوت الله عزّ وجل، التي هي مناراتُ النور والهداية في الأرض. ويُعدّ الذهاب إلى المساجد يوم الجمعة عبادةً عظيمةً يتضاعف بها الأجر وتُمحى بها الخطايا، لما ورد في الكتاب والسنة من الحثّ عليها وبيان فضلها.
قال الله تعالى في محكم التنزيل:
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ، رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ" [النور: 36-37].
وفي الحديث الشريف قال النبي ﷺ:
"من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى المسجد فصلى ما قدر له، ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته، ثم صلى معه، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام" (رواه مسلم).
ويُظهر هذا الحديث فضلَ المسارعة إلى المساجد يوم الجمعة مبكرًا، والجلوس للذكر وقراءة القرآن وانتظار الخطبة بخشوعٍ وسكينةٍ، لأن في ذلك رفعةً للدرجات وتكفيرًا للسيئات.
كما بيّن العلماء أن الذهاب إلى المسجد ماشيًا يُعدّ من الأعمال الصالحة التي تكتب لصاحبها الحسنات مع كل خطوة، فقد قال رسول الله ﷺ:
"من غدا إلى المسجد أو راح، أعدّ الله له نزلًا في الجنة كلما غدا أو راح" (متفق عليه).
وفي هذا اليوم المبارك، تشهد مساجد محافظة أسوان منذ الساعات الأولى من الصباح توافد المصلين من مختلف الأعمار، حاملين معهم روح الإيمان والتآخي، حيث يحرص الكثيرون على أداء صلاة الجمعة في جماعة والاستماع إلى خطبٍ تدعو إلى مكارم الأخلاق ووحدة الصف.
وتؤكد وزارة الأوقاف في بياناتها الدورية أن أداء صلاة الجمعة في المسجد يُرسّخ روح الجماعة والتواصل الاجتماعي بين المسلمين، ويسهم في نشر قيم المحبة والتسامح والإصلاح في المجتمع. كما أن المساجد تُعدّ مدارس للإيمان، يتربى فيها المسلم على الانضباط والطاعة والتقوى.
وفي ظل الأجواء الروحانية التي تشهدها البلاد اليوم، يبقى الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة رسالة إيمانية خالدة تؤكد أن المسجد هو قلب الأمة النابض، ومصدر إشعاعها الديني والأخلاقي.
في الختام، فإن فضل الذهاب إلى المساجد يوم الجمعة لا يقتصر على الثواب وحده، بل يمتد ليشمل تزكية النفوس، وتوحيد القلوب، وبناء مجتمع متحابّ تسوده المودة والسلام، مصداقًا لقوله تعالى:
"إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ..." [التوبة: 18].







