يومُ البركة والرحمة
تعرف على آداب وسنن يوم الجمعة كما أوصى بها النبي ﷺ
 
 
يحلّ علينا اليوم الجمعة الموافق 31 أكتوبر 2025، حاملًا معه نسماتٍ روحانيةً عطرة، وفرصةً متجددة لنيل الأجر والثواب. ويُعدّ يوم الجمعة من أعظم أيام الأسبوع في الإسلام، فهو يوم اجتماعٍ للمسلمين، وفيه صلاةٌ وخطبةٌ وذكرٌ ودعاء، وله آداب وسننٌ حثّ عليها النبي ﷺ، تُضفي على هذا اليوم الطابع الإيماني الخاص.
ويقول الله تعالى في كتابه الكريم:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ" [الجمعة: 9].
وفي هذا توجيهٌ ربانيّ بترك الانشغال بالدنيا والتوجه إلى عبادة الله وحضور صلاة الجمعة بخشوعٍ وخضوع.
ومن أبرز آداب وسنن يوم الجمعة ما يلي:
الاغتسال والتطيّب ولبس أفضل الثياب، فقد قال رسول الله ﷺ: "من اغتسل يوم الجمعة ولبس من أحسن ثيابه، ومسّ من طيب إن كان عنده، ثم أتى الجمعة فلم يتخطَّ رقاب الناس، ثم صلى ما كتب له، ثم أنصت إذا خرج الإمام، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها" (رواه أحمد).
قراءة سورة الكهف، لما فيها من نورٍ وهدايةٍ تمتدّ ما بين الجمعتين، فقد ورد في الحديث الشريف: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" (رواه الحاكم).
الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، إذ قال عليه الصلاة والسلام: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ" (رواه أبو داود).
الإنصات للخطبة وحضور الصلاة بخشوع، فذلك من تمام الأدب مع الله ورسوله، ويُكره الانشغال أو الكلام أثناء الخطبة، لأن فيه تفويتًا للأجر.
الدعاء في الساعة الأخيرة من اليوم، وهي الساعة التي لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله خيرًا إلا استُجيب له، كما ورد في الصحيحين.
وفي محافظة أسوان، شهدت المساجد منذ صباح اليوم إقبالًا من المواطنين لأداء صلاة الجمعة، وسط أجواءٍ يسودها الهدوء والسكينة. كما تناول الأئمة في خطبهم موضوعاتٍ تدعو إلى التراحم والتكافل وصون الأمانة، مؤكدين أن يوم الجمعة فرصة لتجديد الإيمان وتنقية القلب من الذنوب.
ويؤكد العلماء أن الالتزام بهذه السنن والآداب يُجدد صلة العبد بربه، ويزيده قربًا منه، كما يجعل من يوم الجمعة عيدًا أسبوعيًا تُرفع فيه الدعوات وتُغفر فيه الذنوب.
في الختام، فإن يوم الجمعة ليس مجرد عطلة أسبوعية، بل هو ميدان للطاعة وموسمٌ للتقرب من الله، فطوبى لمن أحياه بذكر الله، واغتنمه بالصلاة والدعاء والعمل الصالح.
 
                   
 
                 
          
                







 
                            
                            
                            
                            
                            
                            
                            
                           