النوم وتأثيره على الصحة النفسية: سر الراحة العقلية والجسدية

منوعات

بوابة الفجر

في عالم مليء بالضغوط والمهام المتسارعة، أصبح النوم الجيد من أكثر الأمور التي يتم تجاهلها رغم أهميته البالغة.

 فالنوم لا يقتصر على الراحة الجسدية فقط، بل هو عامل أساسي للحفاظ على الصحة النفسية والتوازن العاطفي. 

عندما لا يحصل الإنسان على قسط كافٍ من النوم، يبدأ جسده وعقله بإرسال إشارات الإنهاك، فيشعر بالتوتر، والقلق، وضعف التركيز.

العلاقة بين النوم والصحة النفسية

يعد النوم عملية حيوية يقوم خلالها الدماغ بإعادة تنظيم المعلومات وتصفية الأفكار، مما يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين المزاج.
قلة النوم تؤدي إلى ارتفاع هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للقلق والاكتئاب، بينما النوم الجيد يعزز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين.

 آثار قلة النوم على الحالة النفسية

القلق الزائد:
الشخص الذي لا ينام جيدًا يكون أكثر حساسية تجاه المواقف اليومية، وأقل قدرة على التعامل مع الضغوط.

ضعف التركيز:
قلة النوم تؤثر على الذاكرة قصيرة المدى والانتباه، مما يسبب ضعف الأداء الدراسي أو المهني.

الاكتئاب:
الأرق المزمن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات المزاج.

الانفعالية والعصبية:
الحرمان من النوم يجعل الفرد سريع الغضب ويؤدي إلى ضعف القدرة على ضبط المشاعر.

 فوائد النوم الجيد للصحة النفسية

  • تعزيز الهدوء الداخلي: يساعد النوم المنتظم في تقليل التوتر وتحسين التوازن العاطفي.
  • تحفيز التفكير الإيجابي: النوم الجيد يجعل العقل أكثر صفاءً واستقرارًا.
  • زيادة الطاقة والتحفيز: فالنوم يمنح الجسد والعقل فرصة للتجديد.
  • تحسين العلاقات الاجتماعية: الشخص الذي ينام جيدًا يكون أكثر تفاعلًا ولطفًا في التعامل مع الآخرين.

 عدد ساعات النوم المناسبة

يحتاج البالغون إلى ما بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا من النوم الجيد، بينما يحتاج المراهقون إلى ما يقارب 8 إلى 10 ساعات.
لكن الأهم من عدد الساعات هو جودة النوم؛ أي أن يكون متواصلًا وعميقًا وخاليًا من الاضطرابات.

 نصائح للحصول على نوم صحي

  1. تحديد مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة.
  2. تجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة.
  3. الابتعاد عن المنبهات كالقهوة والشاي في المساء.
  4. تهيئة غرفة النوم لتكون هادئة ومظلمة وجيدة التهوية.
  5. ممارسة التأمل أو قراءة القرآن أو الكتب الهادئة قبل النوم.
  6. تجنب التفكير الزائد قبل النوم، واستبداله بتمارين التنفس العميق.

 النوم والذكاء العاطفي

النوم الجيد لا يعزز فقط القدرة على التركيز، بل يرفع أيضًا من الذكاء العاطفي، أي قدرة الفرد على التعامل بوعي مع مشاعره ومشاعر الآخرين.

فالعقل المرهق لا يمكنه التفكير بإيجابية أو اتخاذ قرارات متزنة، بينما الراحة الكافية تمنحه صفاءً ذهنيًا وسلامًا نفسيًا.

النوم ليس ترفًا، بل هو ضرورة مثل الطعام والماء إنه الأساس الذي تقوم عليه الصحة النفسية والبدنية، ومصدر للطاقة والتجدد اليومي.
تنظيم النوم يعيد التوازن للعقل، ويمنح الإنسان صفاءً، وهدوءًا، وسعادة داخلية يصعب الوصول إليها بوسائل أخرى.
نم جيدًا… لتفكر جيدًا، وتعيش بصحة أفضل.