التغذية والصحة النفسية: كيف يؤثر الطعام على المزاج والعقل؟

الفجر الطبي

بوابة الفجر

لم يعد الاهتمام بـ الصحة النفسية مقتصرًا على العلاج بالكلام أو الأدوية فقط، فالعلم الحديث أثبت أن ما نأكله يوميًا يلعب دورًا جوهريًا في حالتنا النفسية والمزاجية. 

العلاقة بين التغذية والصحة النفسية أصبحت واضحة أكثر من أي وقت مضى، حيث أن الطعام لا يؤثر فقط على الجسم، بل على الدماغ أيضًا، وهو مركز المشاعر والتفكير والطاقة.

 الطعام والعقل علاقة خفية لكنها قوية

يتكوّن الدماغ من مليارات الخلايا العصبية التي تحتاج إلى تغذية مستمرة بالفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية للحفاظ على أدائها. 

فعندما يتغذى الدماغ جيدًا، يتحسن المزاج وتقل فرص الإصابة بـ الاكتئاب والقلق والتوتر العصبي.
في المقابل، تؤدي الوجبات السريعة والمأكولات الغنية بالسكريات والدهون المشبعة إلى اضطراب في إفراز الهرمونات المسؤولة عن السعادة مثل السيروتونين والدوبامين، مما يسبب تقلبات مزاجية وإجهادًا نفسيًا متكررًا.

التغذية والصحة النفسية: كيف يؤثر الطعام على المزاج والعقل؟
التغذية والصحة النفسية: كيف يؤثر الطعام على المزاج والعقل؟

 أطعمة تساعد على تحسين المزاج

العديد من الأطعمة تحتوي على عناصر طبيعية ترفع مستوى الطاقة النفسية وتحافظ على التوازن العاطفي، ومنها:

  1. الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، لاحتوائها على أحماض "أوميغا 3" المفيدة للدماغ.
  2. المكسرات والبذور الغنية بالمغنيسيوم الذي يقلل التوتر.
  3. الشوكولاتة الداكنة التي تحفز إفراز هرمون السعادة وتقلل القلق.
  4. الفواكه والخضروات الطازجة التي تمد الجسم بمضادات الأكسدة وتقاوم التعب الذهني.
  5. الشوفان والحبوب الكاملة التي تساعد في استقرار مستوى السكر في الدم وتحسين التركيز.

 التغذية السيئة وأثرها النفسي

على الجانب الآخر، فإن الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية قد يؤدي إلى اضطراب في المزاج ونوبات من الاكتئاب، خصوصًا عند المراهقين. كما أن نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين D وفيتامين B12 يرتبط بزيادة الشعور بالحزن والتعب العام.

الإكثار من الكافيين والمنبهات أيضًا يسبب القلق والأرق، مما يؤثر سلبًا على الحالة النفسية. لذلك، من المهم تنظيم النظام الغذائي اليومي للحفاظ على توازن الجسم والعقل معًا.

 التغذية المتوازنة كوقاية من الاضطرابات النفسية

اتباع نظام غذائي صحي لا يساهم فقط في الوقاية من الأمراض الجسدية، بل يُعد وسيلة فعالة لدعم الصحة النفسية.

فالتغذية المتوازنة تساعد على استقرار الهرمونات، وتحسين النوم، وزيادة الطاقة الإيجابية من المهم كذلك تناول الوجبات في أوقات منتظمة، وشرب كميات كافية من الماء، وممارسة الرياضة الخفيفة لدعم الحالة المزاجية.

 نصائح للحفاظ على توازن التغذية والصحة النفسية

  1. احرص على تناول وجبات خفيفة ومتنوعة تحتوي على الفيتامينات والمعادن.
  2. قلل من تناول السكريات والأطعمة الجاهزة.
  3. أضف الفواكه والمكسرات إلى روتينك اليومي.
  4. لا تتناول الطعام أثناء التوتر أو الغضب.
  5. مارس التأمل أو المشي بعد الأكل لتحسين الهضم والمزاج.

الطعام ليس مجرد وسيلة للبقاء على قيد الحياة، بل هو عامل نفسي مؤثر يمكن أن يرفع طاقتك أو يثقل ذهنك. 

إن الاهتمام بـ التغذية الصحية هو استثمار مباشر في الصحة النفسية، لأن الدماغ السليم يحتاج إلى غذاء متوازن كما يحتاج إلى الراحة والنوم والهدوء النفسي.