عاجل- العودة إلى الجذور، آلاف الفلسطينيين يعودون إلى شمال غزة بعد 470 يومًا من النزوح

تعيش مدينة غزة هذه الأيام مشهدًا مؤثرًا يحمل بين طياته مزيجًا من الألم والأمل، حيث بدأت أفواج النازحين بالعودة إلى ديارهم بعد شهور طويلة من التهجير والمعاناة، مشهد العودة لا يشبه الرحيل، فبينما كان النزوح محاطًا بالخوف والدمار، تأتي العودة محاطة بالحنين والتحدي، رغم أن المدينة المنهكة بالكاد تستطيع أن تفتح ذراعيها.
غزة، التي عانت من القصف والدمار والحرمان، تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، لا تقل صعوبة عما سبق، لكنها مشبعة بإرادة الحياة، المباني المهدّمة، الطرق المغلقة، وشوارع المدينة التي لا تزال تحمل آثار الحرب، كلها لم تمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم، أو إلى ما تبقى منها.
النازحون العائدون لم يجدوا بيوتهم كما تركوها، بل وجدوا أنقاضًا وركامًا، لكنهم وجدوا أيضًا تراب الوطن، ورائحة الذكريات، وجدوا الجيران الذين نجوا، والأماكن التي شهدت أعمارهم وأحلامهم، العودة بالنسبة لهم ليست فقط إلى مكان، بل إلى هوية، إلى الجذور، إلى الحق الذي لا يسقط بالتقادم.
المدينة المنهكة تحتضن أبنائها من جديد
بدأ آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا من شمال غزة إلى الجنوب والوسط في العودة إلى مناطقهم الأصلية مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث أُعلن أن أكثر من 300،000 نازح عادوا إلى شمال القطاع عبر شوارع «الرشيد» و«صلاح الدين».
العودة تمت بعد فترة نزوح دامت قرابة 470 يومًا، وجاءت ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، النازحون واجهوا أضرارًا مادية هائلة لممتلكاتهم؛ فالمنازل والبنية التحتية في شمال غزة تعرضت لتدمير واسع، فيما الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء لا تزال ضعيفة في العديد من المناطق.

إعلان وقف الحرب في غزة من ارض السلام ومهد الحوار والتقارب
أُعلِن أمس في مدينة شرم الشيخ المصرية عن التوصل إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، برعاية مصرية وأمريكية وقطرية، كمحطة تمهيدية لتنفيذ خطة ترامب المقترحة لإنهاء الصراع.
يتضمّن الاتفاق إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مع تحديد مهلة تنفيذ في غضون 72 ساعة من بدء التطبيق، كما تم الاتفاق على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معابر متعددة، مع تعهد بإدخال ما لا يقل عن 400 شاحنة يوميًا خلال الأيام الخمسة الأولى، وتكثيفها لاحقًا.
كما تضمن الاتفاق انسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها في القطاع، دون جدولة زمنية واضحة لانسحاب كامل، مع الإبقاء على بعض النقاط الأمنية كجزء من ترتيبات المرحلة الانتقالية. وقد أكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الاتفاق يجسد توافق إرادات دولية وإقليمية لإيقاف الحرب وتحقيق السلام في غزة والمنطقة.