"شربات فهمي.. أم من أسيوط حملت مسؤولية أسرتين ولم تنكسر"

أخبار مصر

الام المثالية الثالثة
الام المثالية الثالثة علي مستوي الجمهورية



في قلب صعيد مصر، وبالتحديد في محافظة أسيوط، وُلدت شربات فهمي عمار محمود قبل 74 عامًا. لم تكن تعلم أن القدر سيكتب لها فصلًا طويلًا من الكفاح والتحدي، منذ أن كانت في الحادية والعشرين من عمرها، وجدت نفسها تتحمل عبء أسرتها بعد وفاة والدتها، تاركة لها أربعة أشقاء ذكور، كان أكبرهم يبلغ 17 عامًا وأصغرهم لم يتجاوز السادسة، باعتبارها الابنة الكبرى، حملت شربات على عاتقها مسؤولية رعاية إخوتها، ولم تتراجع يومًا عن دورها.

في عام 1975، تزوجت من ابن عمها، الذي كان يعمل سائقًا، وساعدها في تربية إخوتها أثناء إقامتهم جميعًا في منزل العائلة، بعد عام من الزواج، رزقت بمولودها الأول عام 1976، ثم بالمولودة الثانية عام 1979، إلا أن السعادة لم تدم طويلًا، فبعد مرور ثماني سنوات على زواجها، أصيب زوجها بمرض خطير لم يمهله طويلًا، وتُوفي بينما كانت شربات حاملًا في شهرها السادس بطفلها الثالث.

رغم الحزن والمسؤوليات الثقيلة، لم تستسلم شربات للواقع، بل بادرت بالحصول على مشروع صغير لتربية المواشي والطيور وبيع منتجاتها لتحسين دخل الأسرة. ساندها إخوتها وأبناؤها في مشروعها حتى تزوج إخوتها واستقلوا بحياتهم، وهم يحملون لها كل الشكر والتقدير على ما قدمته لهم.

كرّست شربات حياتها لأبنائها، وغرست فيهم قيم الاجتهاد وحب العمل والأخلاق الطيبة، حتى التحق ابنها الأكبر بكلية الطب، ثم واصل دراسته حتى حصل على الزمالة والدكتوراه في الأمراض المتوطنة، أما ابنتها الثانية، فقد حصلت على دبلوم التدبير المنزلي، ثم تابعت دراستها وحصلت على بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، ولم يكن الابن الثالث بعيدًا عن هذا الطريق، إذ حصل على بكالوريوس في العلوم والتربية وأصبح معلمًا أول.

ورغم وفاة أخيها الأصغر، لم تتوانَ شربات عن تقديم يد العون، فتكفلت برعاية زوجته وأطفاله الصغار، وظلت عطاؤها مستمرًا، تحتضن أسرتها وأحفادها وأبناء أخيها المتوفى، مانحة الجميع الحنان والدعم بلا حدود.

هذا ووجهت مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي تحية تقدير لكل أم مصرية تحملت مشاق الحياة وقدمت لأبنائها الدعم والحنان، مؤكدة أن مسابقة الأم المثالية ليست فقط تكريمًا للأمهات الفائزات، بل احتفاءً بكل أم مصرية ضحت وأعطت وبذلت الجهد من أجل بناء أسرة صالحة ومجتمع قوي.

وتؤكد الوزارة استمرارها في إعلاء قيمة الأمومة، كركيزة أساسية لتماسك المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن قصص الكفاح التي روتها الأمهات هذا العام تمثل ملحمة حقيقية من الصبر والعطاء تستحق أن تُروى للأجيال القادمة.