"مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على المجتمع" ندوة بحضور مفتي الديار المصرية بالإسكندرية

محافظات

بوابة الفجر

نظم صالون جامعة الإسكندرية الثقافي ندوة بعنوان "دور مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على المجتمع"، استضاف خلالها فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور نظير عياد. 

وجاءت الندوة برعاية الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، وبحضور الدكتور سعيد علام، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور هاني خميس، عميد كلية الآداب، بالإضافة إلى الشيخ إبراهيم الجمل، مدير عام الدعوة والإعلام الديني والوعظ بالإسكندرية.

وافتتحت الندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وأكدت الدكتورة سحر  الشريف، أستاذ بكلية الآداب، أهمية هذا اللقاء الذي يعكس حرص فضيلة المفتي على نشر التعاليم الدينية الصحيحة بأسلوب معتدل يواكب عقول الشباب، مرحبة بالحضور وأشادت بدور الندوات الثقافية في تعزيز وعي الطلاب.

المقاصد الشرعية في مواجهة تحديات المجتمع: 

في كلمته، أوضح الدكتور هاني خميس، عميد كلية الآداب، أن تحقيق مقاصد الشريعة هو الطريق نحو مجتمع مستقر ومتوازن.

 وأكد "خميس" أن الشريعة تسعى إلى حفظ النفس ونشر السلام وتعزيز التسامح، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية في ترسيخ القيم المجتمعية.

وبدأ الدكتور نظير عياد حديثه بشكر القائمين على الندوة، مشيدًا بدور المؤسسات الدينية في تعزيز القيم الروحية والإنسانية.

 وتناول المفتي في كلمته تقسيم المقاصد الشرعية إلى ثلاثة مستويات، ومنها  الضرورية، والحاجية، والتحسينية، موضحًا أن هذه المقاصد تسعى لجلب الراحة والسكون للإنسان مع ضمان توازن علاقته مع الله والمجتمع.

الرقابة الذاتية وقوانين الدين

 وأشار "عياد" إلى أهمية تحقيق الرقابة الذاتية التي تفوق القوانين الوضعية، إذ تُلزم الإنسان بالتصرف وفق ضميره في جميع المواقف، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن البر، قائلًا: "استفت قلبك وإن أفتاك الناس".

 وأضاف أن الدين هو استسلام وخضوع لله عز وجل، مشددًا على أن أي تصرف بعيد عن الدين يُعد عبثًا ولهوًا.

التوازن بين الروح والجسد

 وأكد المفتي على ضرورة الموازنة بين المقاصد الروحية والجسدية، مستشهدًا بحديث الرسول الكريم "  لكنِّي أصومُ وأُفطرُ، وأقومُ وأنامُ، وآكلُ اللَّحمَ، أتزوَّجُ النِّساءَ  فمَنْ رغِبَ عن سنَّتي فليس منِّي.

  وحذر  المفتي من الممارسات الشاذة التي تضر بالفرد والمجتمع، مثل الزواج العرفي والمساكنة، داعيًا إلى الحفاظ على النفس وحمايتها من التهلكة.

 واختُتمت الندوة بتأكيد المفتي على أهمية التصدي لمظاهر الفوضى والاعتداء على النفس البشرية، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية تُحرم القتل بكافة أشكاله، مستشهدًا بقول الله تعالى" ومن  يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما" كما قام بالإجابة على أسئلة طلاب جامعة الإسكندرية من الحضور من القضايا الدينية والمجتمعية.

 ويُذكر أن الدكتور نظير عياد يشغل منصب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وسبق له العمل أستاذًا في العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ.

 وحصل "عياد" على درجتي الماجستير والدكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة المنصورة، وله إسهامات بارزة في تطوير الخطاب الديني بما يتناسب مع قضايا العصر.

 وتأتي هذه الندوة في إطار جهود جامعة الإسكندرية لتعزيز الوعي الديني بين الشباب، وتناول القضايا المعاصرة بأسلوب وسطي معتدل يعكس مقاصد الشريعة الإسلامية في بناء مجتمع أكثر استقرارًا وتسامحًا.

IMG20250216150456
IMG20250216150456