“خطر تحت الكوبري… مياه الصرف تُحاصر أعمدة عدلي منصور بموقف سيارات بني سويف
في مشهد يثير القلق، تحول موقف سيارات بني سويف أسفل كوبري عدلي منصور إلى ما يشبه “بؤرة تهدد السلامة الإنشائية”، بعد رصد ارتشاح واضح لمياه الصرف الصحي أسفل الأعمدة الخرسانية. وتجمعات المياه المتزايدة باتت تنذر بخطر قد يمتد إلى البنية التحتية نفسها، خاصة مع تآكل الطبقات المحيطة بالقواعد الخرسانية ووصول المياه إلى مناطق حساسة حول الأعمدة.

تكلفة الكوبري وسنوات إنشائه… مشروع ضخم مهدد بالخطر
ويُذكر أن كوبري عدلي منصور يُعد واحدًا من أكبر المشروعات المرورية في المحافظة، إذ بلغت تكلفة إنشائه نحو 1.147 مليار جنيه، ليصبح أحد أهم المحاور الاستراتيجية التي تربط شرق وغرب المدينة. واستغرق تنفيذ المشروع ما يقرب من عامين ونصف، بدءًا من وضع حجر الأساس في عام 2014 وحتى افتتاحه رسميًا، ما يجعل أي تهديد إنشائي أو بيئي أسفله قضية لا تحتمل التأجيل، بالنظر إلى ضخامة التكلفة ودور الكوبري كأحد أهم شرايين المرور في بني سويف.
مياة ذو رائحة اسفل الأعمدة
روائح خانقة تُحاصر الركاب
لم يقف الأمر عند الارتشاح فقط، بل تصاعدت روائح الصرف الصحي النفاذة التي حوّلت المنطقة إلى بيئة خانقة. يقول عدد من الركاب إن الوقوف بالموقف أصبح “اختبارًا للتنفس”، مؤكدين أن الروائح تزداد سوءًا مع ارتفاع الحرارة.
تقول منى خالد، طالبة جامعية:
“إحنا واقفين في موقف أشبه بمصرف… الريحة بتخنق.” هما بيعملوا “بي بي علي العامود ”
ويضيف عم صبري، سائق بالموقف:
“الريحة بقت مرعبة… الركاب بقوا يهربوا من تحت الكوبري.” عند السرفيس.
تحذيرات هندسية بالأرقام
وبحسب متخصصين، فإن استمرار تعرض الخرسانة لمياه الصرف قد يؤدي إلى تآكل حديد التسليح بنسبة تصل إلى 25% خلال أشهر قليلة إذا لم يتم وقف التسريب، خاصة أن المياه تحمل نسبًا عالية من الأملاح والكبريتات التي تُعد العدو الأول للخرسانة المسلحة.
رد المسؤول: مدير المشروع ينفي وجود أي مشكلات
في المقابل، قال المهندس- طارق علي - مدير عام مشروع المواقف ببني سويف إنه “لا توجد أي مشكلة داخل الموقف”، مؤكدًا عدم وجود مياه صرف من الأساس، ووصف ما يتم تداوله بأنه “مبالغات لا أساس لها”. وأضاف أن فرق المتابعة الهندسية تتواجد يوميًا داخل الموقع، ولم ترصد أي تهديد للأعمدة أو للبنية الإنشائية للكوبري.
نهاية مفتوحة… وسؤال لا يحتمل الانتظار
وبين نفي المسؤولين وشكوى الركاب والروائح الصادرة من المكان، يقف الموقف تحت الكوبري في منطقة ضبابية لا يعرف أحد إلى أين تقود. الأعمدة صامتة، والمياه —إن وُجدت— تزحف في صمت، والناس في المنتصف بين الخوف والتجاهل. ويبقى السؤال الأكبر معلقًا:
هل تنتظر الجهات المعنية حتى تتحدث الخرسانة بصوت لا يمكن إسكاته؟







