رغم ندرة المرض وخطورته… أطباء بني سويف الجامعي ينجحون في علاج حالات «جيليان باري» الحرجة

محافظات

اساتذه مستشفي جامعة
اساتذه مستشفي جامعة بني سويف


تواصل مستشفى بني سويف الجامعي في إنجاز طبي يعكس قدرة المنظومة الصحية الجامعية على التعامل مع أخطر الحالات العصبية، علاج حالة نادرة مصابة بمتلازمة «جيليان باري»؛ وهو نفس المرض الذي أصاب الفنان الراحل طلعت زكريا، والذي يعد من أخطر أمراض المناعة الذاتية ويصيب جيليان باري  نحو شخصين فقط من كل مئة ألف مواطن.

رئيس الجامعة 
رئيس الجامعة 

أرقام تكشف حجم التحدي الطبي

تشير التقديرات الطبية إلى أن متلازمة «جيليان باري» تُسجِّل سنويًا ما بين 1.5 إلى 2 حالة لكل 100 ألف مواطن، أي ما يعادل نحو 1،600 حالة جديدة سنويًا في مصر. ويحتاج ما يقرب من 30٪ من المرضى إلى دخول الرعاية المركزة، بينما يعتمد 20٪ منهم على أجهزة التنفس الصناعي خلال ذروة المرض. وتبلغ تكلفة بروتوكول العلاج  الذي يشمل جلسات فصل البلازما أو الغلوبولين المناعي  ما بين 65 إلى 90 ألف جنيه للحالة الواحدة.
وبفضل تجهيزاتها، استطاعت مستشفى بني سويف الجامعي خلال العام الماضي استقبال أكثر من 40 حالة عصبية حرجة، بينها 6 حالات لاضطرابات مناعية مشابهة، في دليل واضح على جاهزيتها المتقدمة وقدرتها على التعامل مع الأمراض النادرة.

 رعاية عصبية دقيقة يقودها شباب الأطباء

أثبتت التجربة أن توسعة المستشفى الجامعي ببني سويف لم تكن رفاهية بل ضرورة لإنقاذ المرضى. فداخل أقسام الرعاية العصبية يعمل أطباء تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عامًا، بينهم طبيبات أكفاء من أعضاء هيئة التدريس، يسهرن إلى جوار المرضى ويقدمن متابعة دقيقة على مدار الساعة.

وتبرز من بين الفريق الطبيبتان سارة قرني وإسراء، اللتان تتعاملان مع حالات معقدة ضمن منظومة يعمل فيها فريق التمريض بقيادة الأستاذة هناء، التي تشرف على رعاية دقيقة ولصيقة للحالات الحرجة.

الأجهزة المطلوبة والعلاج المتقدم متوفران

وفّرت الدولة جهاز فصل البلازما الضروري لعلاج حالات «جيليان باري»، إلى جانب بروتوكولات علاجية دقيقة تتطلب متابعة مستمرة. كل ذلك يتم وسط ضغوط نفسية كبيرة من ذوي المرضى، الذين يفاجَأون بأن المرض قادر على تحويل شخص سليم إلى مصاب بشلل خلال ساعات قليلة.

 فخر للمحافظة وللجامعة

أصبحت مستشفى بني سويف الجامعي اليوم نقطة مضيئة في منظومة الصحة بمحافظة بني سويف، ومركزًا قادرًا على مواجهة الأمراض النادرة داخل منشأة حكومية أكاديمية. وهو إنجاز يستحق أن يفخر به عميد كلية الطب ورئيس الجامعة وكل الجهات الداعمة للقطاع الطبي بالمحافظة.


في أروقة مستشفى بني سويف الجامعي، لا تُقاس البطولات بعدد الأجهزة أو حجم المباني، بل تُقاس بتلك اللحظات التي يقف فيها طبيب بجوار مريض خائف فقد القدرة على الحركة فجأة، وبابتسامة ممرضة تمنح أسرةً مُنهكة بصيص أمل، وبقلب أمّ تتعلق أنفاسها بانتعاشة صغيرة في يد ابنها. هنا، وسط هذا المزيج من القلق والرجاء، يصنع الأطباء والتمريض حكايات جديدة للحياة كل يوم… حكايات قد لا تصل إلى العناوين الكبيرة، لكنها تصل إلى قلوب من عاشوها.

وفي النهاية، يبقى السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا جميعًا:
إذا كانت مستشفى جامعية في محافظة صعيدية استطاعت أن تهزم واحدًا من أندر الأمراض وأكثرها خطورة… فماذا يمكن أن يتحقق لو حصل هذا الصرح على ما يستحقه من دعم كامل؟