هرم ميدوم ببني سويف..سياحة اليوم الواحد بين عبق التاريخ ومرارة الإهمال

محافظات

زوار هرم ميدوم ببني
زوار هرم ميدوم ببني سويف

في قلب محافظة بني سويف، وعلى أطراف صحراء واسعة هادئة، يقف هرم ميدوم شامخًا كأحد أقدم الأهرامات المصرية وأول محاولة معمارية للوصول إلى الشكل الهرمي الكامل في عهد الملك سنفرو. ورغم قيمته التاريخية والأثرية الفريدة، فإن الموقع اليوم يعيش واقعًا مختلفًا تمامًا عمّا يستحقه، حيث يواجه إهمالًا واضحًا وممتدًا انعكس على تجربة الزائرين وسمعة المكان سياحيًا.

التعريف بالمكان

سياحة اليوم الواحد امام هرم ميدوم 
سياحة اليوم الواحد امام هرم ميدوم 

يُعرف هرم ميدوم بأنه أحد أهم المعالم الأثرية في مصر القديمة، ويعود إلى الأسرة الرابعة. تميّز بتصميمه الفريد وبتحوّله من هرم مُدرَّج إلى هرم كامل، قبل أن ينهار جزء منه لاحقًا ليأخذ الشكل الحالي الذي يُميّزه. ويضم الموقع مجموعة من المقابر والأطلال المُهمة التي تُعد كنزًا أثريًا قلّ مثيله.

إهمال طال المكان لسنوات

على الرغم من مكانته التاريخية، إلا أن الموقع يفتقر لأبسط مقومات الخدمة السياحية:

لا توجد استراحات أو مقاعد للزائرين.

غياب تام للخدمات الأساسية مثل دورات المياه أو نقاط الإسعاف.

حتى شراء زجاجة مياه يصبح مهمة صعبة، فالموقع خالٍ من أي كافتيريا أو كشك بسيط.

الطرق المؤدية للهرم غير ممهدة بالشكل الكافي، ما يجعل الوصول إليه مرهقًا.


وبحسب الأهالي، فالإهمال يبدو “متعمدًا”، ولا أحد يعرف السبب وراء تجاهل تطوير موقع أثري بتلك القيمة.

آراء الناس… استياء وغضب

عدد من سكان المنطقة وزائرين تحدثوا بوضوح:

“المكان جميل بس مهمل جدًا… مفيش خدمات خالص.”

“تخيل موقع أثري بالمستوى ده ومفيش زجاجة ميه تشتريها!”

“إحنا نفسنا الناس تيجي وتستمتع… بس كده اللي بييجي بيشوف الإهمال ويرجع زعلان.”


السائحون من الخارج ومن الداخل يشعرون بخيبة أمل كبيرة، لأن التجربة لا تليق بتاريخ مصر ولا بمستوى أثر عالمي.

الفوج السياحي الذي لا يعود

تقول شركات السياحة المحلية إن الفوج الذي يزور ميدوم غالبًا لا يعود مرة أخرى. فالزائر يبحث عن مكان منظم، مُهيأ، يحتوي على خدمات أساسية، ويسمح له بقضاء رحلته بأريحية. لكن الواقع الحالي يجعل الزيارة “مرة واحدة فقط”.

وتضيف إحدى المرشدات:
“إحنا بنحاول نقنع الأفواج يزوروا المكان، لأنه مهم جدًا تاريخيًا، لكن بعد ما يشوفوا الإهمال… مابيرضوش ييجوا تاني.”

منطقة أثرية تستحق أفضل

يبقى سؤال الأهالي والزوار معلقًا: لماذا يظل الموقع مهملًا؟
لا توجد إجابة واضحة، لكن المؤكد أن هرم ميدوم يستحق خطة تطوير عاجلة تعيد إليه الحياة وتضعه على خريطة السياحة الحقيقية، فالقيمة الأثرية وحدها لا تكفي دون بيئة مناسبة تستقبل الزائرين.


وفي النهاية هرم ميدوم كنز أثري عالمي، لكن الإهمال يطمس جماله ويعطل دوره في تنشيط السياحة. والأمل ما زال قائمًا بأن يتحول هذا الموقع إلى مقصد سياحي يليق بعظمة التاريخ المصري إذا توفرت الإرادة الحقيقية للتطوير.