بعد إفتتاح المتحف المصري الكبير.. بني حسن تكشف أسرار صخور المنيا.

محافظات

مقابر بني حسن
مقابر بني حسن

المتحف المصري الكبير يعيد الأنظار إلى صعيد مصر

بعد افتتاح المتحف المصري الكبير الذي ألقى الضوء على عظمة الحضارة المصرية عبر العصور، تتجه الأنظار نحو محافظة المنيا التي تحتضن أحد أهم مواقع مصر الأثرية، وهي منطقة بني حسن.
يُعد المتحف المصري الكبير نافذة أمل نطل من خلالها على حضارتنا الخالدة، لنتذكر تاريخ أجدادنا الذين أبدعوا في كل زاوية من أرض مصر، من الجيزة إلى صخور المنيا.

 مقابر بني حسن.. عبقرية المصري القديم في النحت داخل الصخور

تقع منطقة بني حسن على الضفة الشرقية لنهر النيل، على بُعد نحو 20 كيلومترًا جنوب مدينة المنيا، وتُعد من أبرز الشواهد على عبقرية المصري القديم في فن العمارة والنحت داخل الصخور.
تضم المقابر نحو 39 مقبرة منحوتة بدقة مذهلة في الجبل، تعود إلى عصر الدولة الوسطى، وتحديدًا للأسرتين الحادية عشرة والثانية عشرة. كانت هذه المقابر مخصصة للنبلاء وكبار الإداريين المحليين، وتُعد من أروع الأمثلة على فنون الآثار المصرية في تلك الحقبة.

تزدان جدران المقابر بنقوش ملونة تُجسّد مشاهد الحياة اليومية مثل الزراعة والصيد والرقص والمصارعة، مما يجعل الموقع بمثابة موسوعة فنية تُسجل تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر القديمة.

 كنوز الفن والتاريخ في قلب المنيا

من أبرز المقابر مقبرة خنوم حتب الثاني، التي تُظهر مشهد "وفد الآسيويين"، وهو من أهم الأدلة على التواصل التجاري والثقافي بين مصر وشعوب الشرق القديم. كما تقع إلى الجنوب من المقابر منطقة معبد الحُجَر (Speos Artemidos)، وهو معبد منحوت في الصخر مكرّس للإلهة باخت، ويُعد من أندر المعابد الصخرية في صعيد مصر.

 المتحف المصري الكبير يربط الماضي بالحاضر

تُجسّد مقابر بني حسن مزيجًا فنيًا فريدًا بين النقوش الدينية والمشاهد الواقعية التي توثق حياة المصري القديم بكل تفاصيلها. 

 

ومع افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يضم قطعًا أثرية من مختلف محافظات مصر، يتجدد الاهتمام بمواقع أثرية مثل بني حسن، لتؤكد أن عظمة مصر لا تختزل في المتاحف فقط، بل تمتد إلى قلب الصعيد حيث تنبض الصخور بتاريخٍ لا يموت.

 

لــ تظل مقابر بني حسن شاهدًا على إبداع المصري القديم وعبقريته في تخليد الحياة داخل الصخر،
ومع افتتاح المتحف المصري الكبير تتجدد الدعوة لاكتشاف كنوز المنيا التي تحمل روح التاريخ الحي.