اعرف شجرة عائلتك بهذه الطريقة
انت ابن مين في مصر.. رحلة البحث عن الجذور تستهوي البعض
يحرص كثير من المصريين في السنوات الأخيرة على التعرف إلى أصولهم العائلية، وتتبع جذورهم التاريخية عبر ما يُعرف بـ “شجرة العائلة”. لم يعد هذا الاهتمام نابعًا من الفضول فقط، بل أصبح وسيلة لفهم الامتداد الزمني للعائلة وتوثيق صلة الرحم بين الأجيال. فكل عائلة، مهما تشعبت فروعها، تنحدر من أصل واحد يجسد الجد الأكبر الذي تتفرع منه الأنساب، وتتشابك عبر العقود لتشكل نسيجًا اجتماعيًا يعكس تاريخ مصر الممتد عبر القرون.
تطل جريدة الفجر بناظري قراءها، على إحدى الملفات والموضوعات التي تشغل بعضهم، وهي شجرة الأنساب والتي تستهوي العديد الباحثين وراغبي التنقيب حول الاصول والجذور.
فوائد معرفة شجرة العائلة
معرفة شجرة العائلة ليست مجرد ترف ثقافي، بل لها فوائد ملموسة. فهي تساعد على تتبع التاريخ العائلي وفهم الأصول الجغرافية والاجتماعية للأسرة، كما تساهم في الكشف الأمراض الوراثية المحتملة عبر تتبع السجل الصحي للأجداد.
كذلك، فإن معرفة العلاقات العائلية الممتدة تعزز من الروابط الأسرية وصلة الرحم، وتفتح المجال للتعارف بين فروع العائلة المختلفة، خاصة في ظل اتساع المدن وابتعاد الأقارب عن بعضهم البعض. وفي بعض الأحيان، قد تكون هذه المعرفة مفيدة في إثبات النسب أو الحقوق القانونية في حالات الميراث أو الأوقاف العائلية.
تاريخ أكبر عائلة في مصر
من أبرز العائلات الممتدة في مصر، والتي كانت مثارًا للقاءات في وسائل الإعلام عائلة آل سالم بمحافظة الشرقية، التي تعود جذورها إلى قرية العواسجة بمركز ههيا. ويُقال إن مؤسسها هو الشيخ سالم عليوة، الذي تنتشر ذريته اليوم في عدد من المراكز المجاورة مثل أبو كبير وفاقوس وأبو حماد. ويُقدّر عدد أفراد العائلة بأكثر من خمسة آلاف شخص.
العمودية في هذه العائلة توارثها الأبناء جيلًا بعد جيل لأكثر من قرن، حتى وصلت إلى الحفيد الأصغر محمود ناصف، الذي يشغل منصب مدير عام بوزارة الشباب والرياضة، ويُعد أصغر عمدة في محافظة الشرقية حاليًا.

هل تنتمي لنسب الأشراف؟
يؤكِّد الكثيرون، أن التسجيل في نقابة الأشراف يخضع لضوابط محددة. فإذا كان أحد أقارب الشخص مسجلًا رسميًا في النقابة، فيمكن له التوجه إليها ومعه صورة من شهادة النسب وبطاقة الهوية لاستخراج مستند رسمي يثبت نسبه إلى آل بيت النبي ﷺ، حيث تعد هذه النقابة المرجع المعتمد للتحقق من صحة نسب الأشراف في مصر.
الطريقة الرسمية لمعرفة شجرة العائلة
الطريقة الأصح لاكتشاف شجرة العائلة في مصر هي من خلال دار المحفوظات العامة الكائنة في منطقة القلعة بالقاهرة. يمكن لأي مواطن تقديم الأوراق الثبوتية مثل:
- البطاقة الشخصية السارية.
- حجة الملكية التي تحتوي على اسم الجد الأخير.
ومن هناك يتم البحث في سجلات النفوس وكتب الأنساب المعتمدة داخل الدار، حيث توجد آلاف الوثائق التي تحفظ بيانات العائلات المصرية منذ القرن التاسع عشر.
اكتشف أصولك عبر الإنترنت
توفرت حديثًا طرق رقمية تسهل عملية البحث، أبرزها موقع Forebears العالمي الذي يضم قاعدة بيانات ضخمة للأسماء والعائلات حول العالم. كما توجد منصات شهيرة مثل FamilySearch (الأكبر عالميًا ومجاني)، وMyHeritage الذي يقدم خدمات تحليل DNA، وAncestry.com الذي يوفر سجلات تاريخية مفصلة لبناء شجرة عائلية دقيقة.
معرفة شجرة العائلة ليست مجرد هواية، بل هي رحلة في عمق التاريخ الإنساني لكل فرد، تساعد على فهم الذات والهوية، وتربط الحاضر بالماضي في مشهد يجمع بين العلم والتراث. فحين تعرف من أين أتيت، تدرك جيدًا من أنت وإلى أين تتجه.