جريمة في قلب التاريخ.. سرقة لوحة أثرية من سقارة بطريقة غامضة

واقعة سرقة جديدة تهز الوسط الأثري المصري
أثارت سرقة لوحة أثرية نادرة من مقبرة “خنتي كا” في سقارة جدلًا واسعًا في الوسط الأثري والإعلامي المصري، وسط مطالبات شعبية ورسمية بتشديد إجراءات حماية التراث المصري من السرقة والتلاعب.
المقبرة المغلقة منذ 2019: هل كانت بيئة مناسبة لحفظ الآثار؟
وفقًا لتصريحات وزارة السياحة والآثار، كانت المقبرة مغلقة منذ عام 2019 وتُستخدم كمخزن للآثار، ولم تُفتح خلال السنوات الست الماضية، ما يثير التساؤلات حول ظروف التخزين وحماية الآثار داخل مصر.
تفاصيل اللوحة المسروقة وأبعادها التاريخية
تعود اللوحة المفقودة إلى العصر الفرعوني القديم، وتُعتبر من القطع النادرة التي توثق مشاهد الحياة اليومية في مصر القديمة على الحجر الجيري، وتبلغ أبعادها 40×63 سم ويقدر وزنها بنحو 150 كيلو. وقد نقشت عليها ثلاثة فصول تمثل فصول السنة: الفيضان، الشتاء والزراعة، والصيف والحصاد، وتشبه لوحة مقبرة “مريروكا” الشهيرة عالميًا.
خبراء آثار يحذرون: إغراءات مالية وراء المخالفات الأثرية
يؤكد خبراء آثار، مثل الدكتور مجدي شاكر، أن اللوحة كانت تحت إشراف مفتشة آثار إسلامية رغم أن منطقة سقارة لا تحتوي على آثار إسلامية، ويشير إلى وجود إغراءات مالية عالية للعاملين في القطاع الأثري قد تؤدي إلى وقوع مخالفات وسرقة القطع القيمة.
وزارة السياحة والآثار واللجنة المختصة: متابعة التحقيقات عن كثب
أكد الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على متابعة التحقيقات بالتنسيق مع الجهات المعنية، مع تشكيل لجنة أثرية لجرد محتويات المقبرة، لضمان حماية التراث الأثري المصري والحفاظ عليه من أي تجاوزات أو ممارسات غير قانونية.
سلسلة اختفاءات سابقة تشير إلى ضعف الرقابة في المخازن الأثرية
تأتي هذه الواقعة بعد سلسلة من حالات اختفاء وتهريب الآثار المصرية، أبرزها سرقة سوار ذهبي نادر من معمل الترميم بالمتحف المصري، واختلاس تمثال أثري من البرونز لـ "أوزوريس"، بالإضافة إلى سرقات لمقتنيات أثرية من المخازن في السنوات الماضية، ما يسلط الضوء على ضعف الرقابة في بعض المخازن الأثرية.
توصيات لإنشاء مخازن مركزية مؤمنة وحماية التراث المصري
يشدد متخصصون على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة، أبرزها إنشاء مخازن مركزية مؤمنة وتطبيق نظم حديثة لمراقبة المخازن وربطها بغرفة تحكم مركزية، إضافة إلى تدريب الكوادر البشرية لضمان حماية الآثار المصرية النادرة. وفي هذا السياق، أعلن وزير السياحة والآثار شريف فتحي عن توجيه رئاسي بإنشاء مخزن جديد مؤمن بأحدث أنظمة التكنولوجيا، لحفظ آثار مصر وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
ردود فعل الرأي العام والإعلام بعد الجريمة الغامضة
تفاعل الرأي العام المصري مع الواقعة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، مع مطالبات بتحقيق عاجل وسريع لكشف ملابسات السرقة وحماية التراث الأثري، إضافة إلى دعوات لتطبيق أفضل النظم العالمية في تأمين المخازن والمتاحف الأثرية.