يعمم في كافة المحافظات
ما له وما عليه|«بوكليت امتحانات الشهادة الإعدادية» يثير الجدل.. ومختصون يعلقون

حالة من الجدل أثيرت خلال الفترة الماضية بعد إعلان وزارة التربية والتعليم تطبيق نظام البوكليت في امتحانات الشهادة الإعدادية خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي 2024 – 2025 بكافة المحافظات.
تعميم نظام البوكليت في امتحانات نهاية العام للشهادة الإعدادية 2024 - 2025
البداية عندما قرر محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تعميم نظام البوكليت في امتحانات نهاية العام للشهادة الإعدادية 2024 - 2025 في جميع المحافظات، وذلك بهدف الحد من فرص الغش، وضمان تحقيق العدالة بين الطلاب، بالإضافة إلى تحسين جودة عملية التصحيح.
ما هو نظام البوكليت؟ وهل تتغير شكل امتحانات الشهادة الإعدادية؟
وفي هذا الشأن، كشفت مديريات التربية والتعليم أن نظام البوكليت يعتمد على دمج ورقة الأسئلة مع كراسة الإجابة في الامتحانات، بهدف الحد من الغش، دون تغيير نمط الأسئلة أو نظام الامتحانات، كما أن نظام البوكليت لا يعتبر تغييرًا في نظام الامتحانات أو نوعية الأسئلة، بل يلتزم بمواصفات الورقة الامتحانية التي يعدها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، والتي كانت متبعة في الأعوام السابقة.
وأشارت المديريات التعليمية إلى أنّ الهدف الرئيسي من تطبيق نظام البوكليت هو الحد من ظاهرة تصوير ورقة الأسئلة وتقليل حالات الغش بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية.
مزايا وتحديات تطبيق نظام البوكليت في امتحانات الشهادة الإعدادية
وفي هذا الشأن، أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أنه يجب تسليط الضوء على سلبيات نظام البوكليت بالتوازي مع إبراز إيجابياته لضمان تحقيق أقصى استفادة منه وتقليل أي آثار سلبية قد تنتج عن تطبيقه، موضحًا أن تعميمه في مختلف المحافظات له عدة جوانب إيجابية، أبرزها:
- وجود تقبل واستعداد نفسي مسبق لدى الطلاب وأولياء الأمور تجاه هذا النظام، خاصة بعد تطبيقه في عدد من المحافظات خلال الفصل الدراسي الأول.
- قدرة النظام على الحد من ظاهرة الغش، سواء داخل اللجان أو من خلال تسريب الامتحانات، نظرًا لطبيعة دمج الأسئلة بكراسة الإجابة.
- ملاءمة نظام البوكليت من حيث الإجراءات والتنظيم لطبيعة المرحلة الإعدادية، مما يساهم في تسهيل سير عملية الامتحانات بشكل أكثر انضباطًا.
كما أشار أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إلى عدد من التحديات التي يجب وضعها في الاعتبار لتجنب أية تأثيرات سلبية، وهي:
- زيادة الضغط على المعلمين في أعمال التصحيح، حيث يعتمد نظام البوكليت على التصحيح اليدوي الكامل، ما يتطلب وقتًا وجهدًا مضاعفًا مقارنة بالأنظمة التقليدية.
- ارتفاع احتمالية وقوع أخطاء في التصحيح أو رصد الدرجات بسبب الاعتماد الكامل على العمل اليدوي، ما قد يؤثر على دقة النتائج.
واقترح الخبير التربوي عدة حلول للتغلب على العقبات المحتملة، أهمها:
- توفير عدد كافٍ من المعلمين المدربين بشكل جيد على تصحيح أوراق البوكليت.
- تطبيق نظام مراجعة متعدد المراحل للتأكد من دقة التصحيح ورصد الدرجات، وضمان حصول كل طالب على حقه دون تمييز أو تقصير.
ما فوائد تطبيق نظام البوكليت في امتحانات الشهادة الإعدادية؟
وفي نفس السياق، قال الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي، إن أبرز إيجابيات قرار تطبيق نظام البوكليت في امتحانات الشهادة الإعدادية بجميع المحافظات تتمثل في تحقيق تكافؤ الفرص بين الطلاب في مختلف المحافظات، من خلال توحيد نظام الامتحانات بدلًا من اختلافه من محافظة لأخرى، ما يعزز العدالة في التقييم.
وأضاف أستاذ علم النفس التربوي، أن نظام البوكليت يُسهم في الحد من ظاهرة الغش، حيث يتم توزيع الأسئلة على عدة صفحات، مما يصعّب تسريبها أو تصويرها، بخلاف الأنظمة التقليدية التي تعتمد على ورقة أو ورقتين فقط، كما يوفر على الطلاب الوقت والجهد، حيث يتم الإجابة على الأسئلة في نفس الورقة، دون الحاجة لنقلها إلى ورقة إجابة منفصلة، ما يُسهل على الطالب التركيز ويوفر زمن الامتحان، مشيرًا إلى أن النظام يتيح مرونة في توزيع الأسئلة المقالية حسب طبيعة كل مادة، ويُحدد للطالب المساحة المناسبة للإجابة على كل سؤال، مما يمنع الإطالة والاختصار المخل.
ولفت إلى أن البوكليت يساعد على اكتشاف حالات الغش بسهولة، من خلال مقارنة الإجابات المتشابهة بين الطلاب في نفس اللجنة، كما يقلل من احتمالية التشكيك في استبدال ورقة الطالب.
أولياء الأمور: نظام البوكليت ليس بالجديد.. وهذه سلبياته وإيجابياته
وبالإنتقال إلى رأي أولياء الأمور في تطبيق نظام البوكليت في امتحانات الشهادة الإعدادية، قالت منى أبو غالي، مؤسِسَ ائتلاف تحيا مصر بالتعليم، إن نظام البوكليت ليس بالجديد ويشكل نوعًا من التنظيم لإجابات الطلاب، ولكنه قد يشتت بعض الطلاب الذين يواجهون صعوبة في تنظيم الوقت خلال الامتحانات، مشيرة إلى أن البوكليت لا يمنع الغش بشكل كامل.
وأضافت مؤسِسَ ائتلاف تحيا مصر بالتعليم أنه منذ تطبيق "البابل شيت"، كان هناك مطالبات بإعادة "البوكليت" ليكون مرجعًا حقيقيًا للطلاب في حال حدوث تظلمات.
كما قالت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إن قرار تعميم نظام البوكليت في امتحانات نهاية العام للشهادة الإعدادية بجميع المحافظات، يقلل من فرص الغش مقارنةً بالنظام التقليدي فتم تنويع ترتيب الأسئلة داخل كل نموذج، مما يجعل من الصعب تبادل الإجابات بين الطلاب، كما يساهم هذا النظام في تأمين الامتحانات بشكل أكبر ضد التصوير والتسريب.
وعلى نفس المنوال، أكدت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور أن تعميم نظام البوكليت في امتحانات الشهادة الإعدادية يصب في مصلحة الطلاب وأولياء الأمور والعملية التعليمية بشكل عام، نظرا لما يحققه القرار من انضباط للعملية التعليمية والقضاء علي الغش وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بشكل عام، خاصة أن الصف الثالث الإعدادي شهادة وتحدد مصير الطلاب ومستقبلهم.
في حين، انتقدت شيماء علي ماهر، ولية أمر ومسؤولة جروب «بتعليم ولادنا نبني بلدنا» قرار تعميم نظام البوكليت في امتحانات الشهادة الإعدادية، معتبرة أنه قرار متسرع وغير مدروس لأنه جاء قبل شهر واحد فقط من امتحانات نهاية العام.
وأوضحت مسؤولة جروب «بتعليم ولادنا نبني بلدنا» أن إعلان القرار في هذا التوقيت لا يسمح بوجود تدريب كاف على نظام "البوكلت"، سواء للطلاب أو المعلمين، مشيرة إلى أنه كان من الممكن إعلان تطبيق هذا النظام مع بداية العام الدراسي الجديد بدلًا من أن يتعرض الطلاب لهذا الضغط المفاجئ.
ووجهت شيماء علي ماهر عدة تساؤلات بشأن ذلك النظام: «كيف يمكن أن يُمتحن الطلاب في الفصل الدراسي الأول بنظام، ثم يجدوا أنفسهم أمام نظام مختلف تمامًا في الفصل الدراسي الثاني؟ وكيف سيتم تدريبهم خلال هذه الفترة القصيرة جدًا؟، هل سيتم طرح نماذج استرشاديه على موقع الوزارة تكون مماثلة لامتحانات نهاية العام؟، هل سيتلقى الطلاب أي نوع من التدريب على هذا النظام الجديد؟، وماذا عن طلاب التعليم الدولي؟.