كيف عززت العزلة السياسية لميليشيات الحوثي" موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا؟

وجدت ميليشيا الحوثي الإرهابية نفسها في عزلة غير مسبوقة بعد أن طالت العقوبات الأمريكية قادة جناحهم السياسي، ليضاف ذلك إلى قائمة متزايدة من الضغوط الدولية، والتي جعلت من المليشيات كيانًا منبوذًا عالميًا.
وأكد مراقبون أن هذه العزلة السياسية تعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وتفتح أمامها آفاقًا جديدة لاستعادة زمام المبادرة. ومع انهيار الموارد المالية للحوثيين تحت وطأة العقوبات، تبدو الفرصة مواتية أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الانقلاب واستعادة المسار الديمقراطي.
وأدرجت واشنطن، الثلاثاء الماضي، 7 قيادات في الجناح السياسي لمليشيات الحوثي في قائمة الإرهاب بالإضافة لقيادي ميداني كان يعمل في التجنيد وتوليد الأموال لتسليح المليشيات.
وكانت العقوبات الأمريكية، قد شملت قيادات الصف الأول في الجانب السياسي للمليشيات الحوثية، منهم محمد عبدالسلام ومساعده إسحاق المروني ونائبه عبدالملك العجري، وكذا رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، والقيادي النافذ محمد علي الحوثي.
وقال محللون سياسيون لـ" الفجر" في أحدايث منفصله إن الحوثي وخطته السياسية وأهدافه لا يمكن النظر إليه بوصفه طرف يمني ولا طرف عربي يدين بالولاء للنظام الاقليمي العربي والأمن القومي العربي ولا يتقيد بالقانون الدولي ومتمرد على المبادئ المنظمة للعلاقات الدولية.
وأضافوا أن الحوثي طرف يدين بالولاء لإيران وينفذ السياسة الايرانية ولخدمة المصالح الإيرانية وهو جزء من الاستراتيجية الإيرانية في التعامل مع العالم العربي.
وأكدوا لو دققنا فيما يعمله في منطقة تعد من أهم المناطق الجيوسياسية في العالم العربي فهي تشمل شريان الحركة التجارية العالمية على امتداد البحر الاحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب وهي منطقة تجتمع فيها المصالح العربية والإقليمية والدولية وتتصل بها معظم الموانئ العربية: عدن وجيبو تي والصومال والحديدة وجدة وبورت سودان والأردن والسويس والعمليات الحوثية في هذه المنطقة أضرت بشكل رئيسي بمواني الدول العربية المطلة على هذا الممر الدولي واضرت بالحركة التجارية العالمية عموما وأقل ضرر أن وجد على اسرائيل وهو يدعي زورأ أنه يوجه عملياته ضد اسرائل دعمأ لغزة، وكل المعطيات على الأرض تبين العكس فالضرر الأكبر يقع على الدول العربية.
وأوضحوا أن الخطر الأكبر الذي أحدثته العمليات الحوثية أنها أضرت بالأمن القومي العربي فهو طرف متمرد على الانتماء الوطني والانتماء العربي، ولا يتقيد بالقانون الدولي، أسقط من كل أفعاله المبادئ المنظمة للعلاقات الدولية ناهيك عن أنها خلقت المبررات الكافية بأن يأتي العالم بكل اساطيله وحاملات طائراته وجيوشه واستخباراته ووضع المنطقة العربية على أعتاب مرحلة استعمارية جديدة، فالحركة الحوثية بالتكامل مع الاذرع الإيرانية الأخرى المنتشرة في البلدان العربية صنعوا هذه النتيجة التي باتت تهدد الأسس الوجودية للدول العربية وتضعها تحت خطر تقاسمها من قبل قوى النفوذ العالمي.
كما قالوا إن هذه التصرفات تسبب الحوثيون في تقويض الاستقلال الوطني للدول العربية وو ضع الأمن القومي العربي تحت التهديد المستمر من قبل القوى الإقليمية المحيطة بالعالم العربي: اسرائيل، إيران، تركيا وإثيوبيا والقوى الكبرى،ليس ذلك فحسب بل لقد كان السبب في تطويل أمد الحرب بين الجنوب والشمال في دولتي اليمن على مدى العشر السنوات الماضية واستمرار الحرب الأهلية بين مواطني شعب ماكان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية هذه هي النتائج الخطيرة التي انتجتها سياسات الحوثي الموالية لإيران وبغطاء مزيف اختير له عنوان مساندة غزة. أنها حركة مدمرة دمرت اليمن ودمرت الاقتصاد العربي ودمرت الأمن العربي ووحدة النسيج الاجتماعي العربي وتقويض أسس الوحدة الوطنية للدول بتبني المذهبية والترويج لها واحداث انقسامات في الوسط العربي على أسس مذهبية.
يذكر إنه ما دام ارتكبت مليشيات الحوثي جرائم في اليمن، وهجمات خارجها، وظل المخططون لها بعيدا عن الأضواء.
لكن تقريرا حديثا لمنظمة مشروع مكافحة التطرف “CEP”، منظمة دولية غير حكومية، كشف الأدوار السرية للقيادات المسؤولة عن انتهاكات الحوثي في الداخل والخارج.
التقرير الذي أعده الباحث في المنظمة آري هيستين تناول مهام أعضاء جهاز استخبارات الحوثي، الذي يدير سرا بعضا من أكثر الأنشطة الحساسة للمليشيات.