ضربة استراتيجية موجعة لـ "ميليشيات الحوثي".. وسياسيون لـ "الفجر": الحل السلمي غير مجدٍ مع عصابة إجرامية

حصدت مليشيات الحوثي الإرهابية إثر سريان قرار تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية والذي من شأنه ترك تأثيرات مالية قاصمة محليا وخارجيا.
◄ما هو تأثير قرار تصنيف ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية أجنبية؟
حيث إن هذه التأثيرات جاء من نتائجها الحد من وصول مليشيات الحوثي والبنوك في مناطق سيطرة الانقلابيين إلى نظام سويفت، بالإضافة لتعقيد شبكات غسيل الأموال والتهريب والتجارة غير المشروعة بالنفط الإيراني من قبل هذه المليشيات المدعومة إيرانيا.
وفي ضربة استراتيجية موجعة، أزالت الولايات المتحدة الستار عن إجراءات عقابية غير مسبوقة تستهدف الجناح السياسي للحوثيين، بعد تصنيف المليشيات كمنظمة إرهابية أجنبية.
هذه العقوبات، التي طالت كبار قادة الحوثي مثل محمد عبدالسلام ومهدي المشاط، لم تكن مجرد إجراء روتيني، بل كانت محاولة لتفكيك البنية السياسية التي وفرت للحوثيين غطاءً شرعيًا لعقود من التمدد والعنف.
وكانت العقوبات الأمريكية، طالت كبير مفاوضي الحوثي محمد عبدالسلام ومساعده إسحاق المروني ونائبه عبدالملك العجري بالإضافة لرئيس مجلس الحكم للمليشيات مهدي المشاط وعضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي، و3 آخرين.
ووفق مراقبين، فإن مليشيات الحوثي استخدمت المناورات والمراوغات السياسية في نسف أكثر من 110 اتفاقات كان أبرزها اتفاق ستوكهولم أواخر 2018 والذي حصلت بموجبه المليشيات على اعتراف دولي كـ "سلطة أمر واقع" في شمال اليمن.
وتجهض العقوبات على قادة الجناح العسكري للحوثيين مخطط مليشيات الحوثي وتقمصها هوية «سلطة أمر واقع» لاكتساب الشرعية المحلية والاعتراف الدولي، وتعد رسالة قاسية للدول التي ترعى هذا الجناح والذي شجعت المليشيات على تهديد المصالح العالمية والملاحة البحرية.
وكانت الحكومة اليمنية رحبت على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني، بالتصنيف والعقوبات الأخيرة، معتبرة إياها انعكاسا لـ "الالتزام الجاد من الولايات المتحدة الأمريكية، بملاحقة مليشيات الحوثي التي تتحرك كأداة إيرانية لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة وتهديد المصالح الدولية".
وأكد "أهمية استمرار مثل هذه الإجراءات بالتنسيق مع الشركاء الدوليين، كون التعامل بحزم مع الإرهاب الحوثي ضرورة لحماية الأمن والاستقرار".
ومنذ نشأة المليشيات الحوثية في صعدة في ثمانينات القرن الماضي، لعب الجناح السياسي للمليشيات الدور الأهم في الترويج للمليشيات وتبييض جرائمها وتعبيد الطريق أمام تمدد الجماعة مستخدما المراوغات بجانب مجموعة من الهويات الدينية والسياسية والاجتماعية.
وبرز دور الجناح السياسي للحوثيين منذ عام 2004، كمنصة لأجندة المليشيات عقب أول تمرّد عسكري للمليشيات مُستخدمًا لهذا الغرض المظلومية والتضامنات المذهبية قبل التمدد بهوية الحق الإلهي خارج المناطق التقليدية.
كما استغل الجناح السياسي للحوثيين بشكل مدروس مشاركتهم في ساحات الإخوان 2011 ومؤتمر الحوار الوطني 2013، في التواصل مع دبلوماسيين غربيين لتغيير السمعة التي كانت رائجة آنذاك بأنهم مليشيات عسكرية وهو نهج اتبعته محليا ايضا، وفقا لتقارير دولية.
ووفر الجناح السياسي للحوثيين الغطاء المناسب للمليشيات للسيطرة على صعدة والتوسع في حجة والجوف وإسقاط عمران ثم صنعاء تحت غطاء رفض "جرعة ارتفاع الوقود" أواخر 2014.
كما استغل الحوثيون شعار مكافحة الإرهاب والتطرف للتقرب من الغرب والتمدد جنوبا وغربا، تحت يافطة محاربة الإرهاب قبل أن يفتضح أمر المليشيات مؤخرا بدعمها لهذه الجماعات ووصل الحد لدعم حركة الشباب فرع قاعدة الصومال بهدف تقويض حرية الملاحة البحرية.
وقال محللون سياسيون باليمن في أحاديث منفصلة لـ "الفجر" إن الحلول للأزمة اليمنية تعد من الأمور المستعصية على المجتمع الدولي لأن الحل السلمي غير مجدٍ مع عصابة إجرامية لاتعترف إلا بنفسها فقط فيما الحل بالحرب قد ينذر بكارثة أكبر لأن الواقع سيفرض على التحالف الدولي ارتكاب إبادات جماعية بحق الشعب اليمني والشعب اليمني حقيقة يعيش تحت الضغط والإكراه وأعتقد أن قيام دولة الجنوب والاعتراف الدولي بها ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي للشعب في الجنوب سيقلص من الانتهاكات التي تمارسها الجماعة الحوثية ويحد من تصرفاتها الوسخة حسب ماتقتضيه المرحلة كما سيتحمل المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤوليته الوطنية والقومية والأخلاقية ويسهم في حماية الممرات البحرية الدولية.