أقسام الناس في الدعاء خلال شهر رمضان وفق تفسير دار الإفتاء المصرية

في شهر رمضان المبارك، يسعى المسلمون إلى التقرب إلى الله بالدعاء، راجين خير الدنيا والآخرة، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن القرآن الكريم قسّم الناس في الدعاء إلى قسمين، وفقًا لما ورد في سورة البقرة.
القسم الأول: طلب الدنيا فقط
يصف الله سبحانه وتعالى هذه الفئة في قوله:
﴿فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ [البقرة: 200].
وهؤلاء يقتصرون في دعائهم على طلب الرزق، الصحة، والمكاسب المادية دون النظر إلى ثواب الآخرة، لذا لا يكون لهم نصيب من الخير في الحياة الآخرة.
القسم الثاني: التوازن بين الدنيا والآخرة
أما القسم الثاني، فهم الذين يدعون الله قائلين:
﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار﴾ [البقرة: 201].
وهم أصحاب الإيمان القوي واليقين السليم، حيث يطلبون السعادة والرزق الحلال في الدنيا، إلى جانب رضا الله والجنة في الآخرة، وقد أعد الله لهم ثوابًا عظيمًا.
لماذا لم يذكر القرآن فئة تكتفي بطلب الآخرة؟
لم يذكر القرآن فئة ثالثة تطلب الآخرة فقط، لأن الإسلام يوجه أتباعه إلى تحقيق التوازن بين الدنيا والآخرة، كما في قوله تعالى:
﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: 77].
أفضل دعاء في شهر رمضان 2025
يعد هذا الدعاء من جوامع الكلم التي كان النبي ﷺ يرددها باستمرار، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يقول:
«اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» [البقرة: 202].
وهذا الدعاء يجمع بين خيري الدنيا والآخرة، وهو دليل على حكمة الإسلام في التوازن بين متطلبات الحياة المادية والروحية.
ثواب الدعاء الجامع بين الدنيا والآخرة
أوضح الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم جزاء الذين يجمعون في دعائهم بين خيري الدنيا والآخرة بقوله:
﴿أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [البقرة: 202].
فهؤلاء لهم نصيب وافر من الخير والثواب على أعمالهم الصالحة، حيث إن الله سريع الحساب والعطاء، يعلم حال عباده ويجزيهم بكرمه.