"فوضى نيروبي".. تأجيل جديد يربك مخططات "الدعم السريع" لإعلان حكومتهم

تقارير وحوارات

اجتماع نيروبي - الفجر
اجتماع نيروبي - الفجر

 


حكومة الدعم السريع.. تصريحات محركات البحث وذلك بعدما تم تأجل التوقيع على الإعلان السياسي لحكومة "الدعم السريع" للمرة الثانية، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وسط ضغوط متزايدة من المجتمع الكيني على رئيس البلاد بسبب ارتباطه بالمليشيا.

جاء ذلك بالتزامن مع تحركات دبلوماسية سودانية، شملت استدعاء السفير السوداني لدى نيروبي، في خطوة تعكس اعتراض الخرطوم المتصاعد على استضافة كينيا لهذا المؤتمر.

معارضة دولية وإقليمية

لم يقتصر الرفض على السودان، إذ دخلت الأمم المتحدة على الخط محذرةً من تشكيل حكومة موازية، معتبرة أن الخطوة تهدد جهود السلام في البلاد ووحدته. كما أعربت الجامعة العربية عن رفضها للمؤتمر، مجددةً تمسكها بوحدة وسلامة الأراضي السودانية.

داخليًا، أبدت القوى السياسية السودانية الكبرى، بما في ذلك حزب الأمة القومي، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، والمؤتمر الشعبي، والحركات المسلحة، رفضها التام للمؤتمر، معلنةً معارضتها له بكافة الوسائل السلمية.

تراجع كيني وتحفظات إقليمية

لم تحظَ الفعالية بأي دعم دولي يُذكر، إذ لم تُظهر أي دولة تضامنها مع المؤتمر، بما في ذلك الإمارات، الراعي الأساسي لـ "الدعم السريع". كما واجه الحدث انتقادات واسعة في كينيا، حيث انتقدت الصحافة الكينية استضافة المؤتمر، ووصفت قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو بـ "الجزار".

ومع تزايد الضغوط، أفادت تقارير بأن كينيا رفضت إقامة الفعالية المخصصة لإعلان الحكومة، مما دفع القيادي إبراهيم الميرغني للإعلان عن نية الكشف الحكومة من داخل السودان.

تباينات داخلية وفوضى خطابية

كشفت الجلسات عن تباينات داخل مكونات المؤتمر، إذ ظهر تناقض في الشعارات والهتافات بين المشاركين، فيما كشفت خطب بعض القيادات تناقضات حادة، أبرزها حديث رئيس حزب الأمة برمة ناصر، الذي أثار جدلًا بتصريحه حول دعم نائب قائد "الدعم السريع"، عبد الرحيم دقلو، لنقل عبد العزيز الحلو وأعضاء حركته إلى كينيا.

كما شهد المؤتمر زلات لسان محرجة، كان أبرزها ارتباك إبراهيم الميرغني في ذكر اسم عبد الرحيم دقلو، ووصفه بـ "زعيم المناضلين في السودان"، ما أثار سخرية واسعة.

غياب حميدتي يثير التساؤلات

شكل غياب قائد "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن الجلسة الافتتاحية، علامة استفهام كبيرة، إذ اقتصر ظهوره على مشهد غامض لثوانٍ معدودة خلال صعوده إلى سيارة، دون أي تأكيد رسمي لحضوره.

وقد عزز هذا الغياب التكهنات حول وضعه الصحي، خاصة مع تجاهله من قبل معظم المتحدثين الذين ركزوا في إشادتهم على شقيقه عبد الرحيم دقلو.

مشهد مرتبك ومستقبل غامض

يرى مراقبون أن مؤتمر نيروبي، الذي كان يهدف إلى إرساء مشروع سياسي جديد، تحول إلى فوضى خطابية وشعارات متضاربة، دون رؤية موحدة.

وبينما لم يُعلن رسميًا عن إلغاء المؤتمر، أكد موفد "واشنطن بوست"، حافظ هارون، تأجيل الإعلان السياسي لأجل غير مسمى، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات بديلة، إما بالبحث عن دولة أخرى لاستضافة الفعالية، أو الاكتفاء بهذا الحراك دون خطوات عملية تذكر.