محامي نصر الدين "سفاح الإسكندرية" يكشف أسرارًا جديدة قد تقلب الموازين

"سفاح المعمورة"… هل هو شيطان في هيئة إنسان أم ضحية لاضطراب عقلي غامض
في حي هادئ بالإسكندرية، حيث لم تكن تُسمع سوى همسات البحر وأصوات المارة اليومية، انقلبت الحياة رأسًا على عقب بجريمة هزت أركان المدينة وأرعبت كل من سمع بها،سفاح المعمورة… اسم أصبح مرادفًا للرعب والغموض، رجل عاش بين جدران منزله مع جثة زوجته لتسعة أشهر دون أن يرف له جفن.
لكن السؤال الذي يحير الجميع هل هو مجرم بدم بارد أم عقل مضطرب دفعه لارتكاب أفعال تفوق الخيال؟ خلف الأبواب المغلقة، هناك أسرار قد تُغيّر كل ما نعرفه عن تلك الجريمة المروعة في هذه القصة، سنكشف خيوط الغموض ونسلط الضوء على حياة السفاح… الرجل الذي حوّل هدوء المعمورة إلى كابوس لا ينتهي.
من مكتب أميران عثمان، محامي الدفاع عن نصر الدين، خرجت تصريحات قد تقلب قضية “سفاح القرن” رأسًا على عقب، القضية التي هزّت الشارع المصري بجرائمها البشعة، تواجه الآن منعطفًا حاسمًا بعد الكشف تفاصيل تشير إلى احتمالية وجود شركاء أو شبكة إجرامية معقدة، ما يطرح تساؤلات حول دور نصر الدين الحقيقي: هل هو الجاني أم ضحية مؤامرة أكبر؟
بلاغات جديدة وشركاء محتملون
هل يقف نصر الدين وحيدًا في قفص الاتهام؟
في حديثه المباشر مع "الفجر"، كشف عثمان عن تطورات جديدة تشير إلى وجود شركاء محتملين أو تشكيل إجرامي قد يكون نصر الدين مجرد حلقة فيه، وفقًا لتحريات النيابة والبلاغات المقدمة، هناك اشتباه قوي في شخص يدعى "ب.س"، والذي يخضع حاليًا للتحقيقات، هذه المعلومات تفتح باب التكهنات حول وجود شبكة إجرامية أكثر تعقيدًا، بل وربما يكون نصر الدين الأقل خطورة بينهم.
"عقوبة الشريك الأصلي قد تكون أكبر من الفاعل الرئيسي"، هكذا صرّح عثمان، مضيفًا أن دوره الآن هو كشف تلك الشبكة وتحديد الأدوار الحقيقية لكل الأطراف المتورطة.
وهذه التصريحات تطرح تساؤلات حول ما إذا كان نصر الدين مجرد أداة في يد شبكة أكبر أم أنه العقل المدبر.
نيكروفيليا: مرض أم دليل إدانة؟
هل يُعفى السفاح من الجريمة بسبب اضطراب نفسي؟
لم يتوقف الأمر عند احتمالية الشراكة الإجرامية، بل دخلت القضية في مناقشات نفسية معقدة قد تغيّر مسار المحاكمة بالكامل.
وأكد عثمان أنه قدّم طلبًا بعرض موكله على مستشفى الأمراض العقلية، مشيرًا إلى احتمال إصابته باضطراب "نيكروفيليا "وهو مرض نفسي يدفع صاحبه لمجاورة الموتى.
واستدل المحامي بحادثة قتل نصر الدين لزوجته واحتفاظه بجثمانها لمدة تسعة أشهر دون دفنها، مشيرًا إلى أن الثقب الموجود في التابوت كان كافيًا لتسرب الروائح الكريهة، ما يدعم فرضية اضطراب الحالة النفسية
وهذا التطور يفتح باب التساؤل: هل كانت الجرائم نتيجة اضطراب عقلي أم أن هذا مجرد دفاع قانوني؟
كيف يتحول الإنسان إلى وحش؟
ماضي نصر الدين: من محب للقرآن إلى "سفاح القرن"
في محاولة لفهم دوافع نصر الدين، طرح عثمان تساؤلات عميقة حول تحوله من شاب معروف بحسن السلوك وحبه للقرآن والشيخ الشعراوي إلى قاتل لا يعرف الرحمة، المحامي يسعى للجلوس مع موكله على انفراد لاكتشاف دوافعه الحقيقية، قائلًا: “كيف لشخص طبيعي أن يعيش مع جثة لمدة تسعة أشهر؟ ما الظروف التي دفعتك لهذا الطريق المظلم؟”
هذا التساؤل يعكس جانبًا إنسانيًا في القضية، فقد لا تكون الإجابات بسيطة أو مباشرة، بل قد تكشف عن ماضي معقد أو اضطرابات دفينة دفعت نصر الدين إلى ارتكاب جرائمه.
"الانسحاب خيانة"
لماذا يصرّ عثمان على الدفاع عن "سفاح القرن"؟
رغم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها، أكد أميران عثمان أنه لن ينسحب من القضية، مشيرًا إلى أن تخليه عن موكله سيكون "خسة وندالة" وبرر موقفه قائلًا: "دوري كمحامٍ أن أكشف الحقيقة، حتى لو كان الرأي العام يطالب بالإعدام، وعلى صعيد أخر قناعاتي تدفعني للبقاء حتى اللحظة الأخيرة".
وهذا الإصرار يكشف عن تمسك عثمان بمبادئ العدالة، رغم موجة الغضب المجتمعي التي تطالب بأشد العقوبات.
ويعد موقفه فلسفة قانونية ترفض إصدار الأحكام المسبقة وتتمسك بحق المتهم في الدفاع العادل.
مفاجآت في الانتظار
هل تحمل الأيام القادمة براءة نصر الدين أم تأكيد إدانته؟
بين احتمالية اضطراب نفسي وشبكة إجرامية غير مكتشفة، يقف نصر الدين في قلب قضية قد تكون الأهم في هذا القرن. هل هو سفاح لا يعرف الرحمة أم ضحية لمؤامرة أكبر؟ أميران عثمان يؤمن بضرورة كشف الحقيقة كاملة، لا لإثبات براءة موكله فقط، بل لضمان عدالة المحاكمة.
"أنا هنا حتى اللحظة الأخيرة، حتى لو كان موكلي الشيطان نفسه"، بهذه الكلمات اختتم عثمان حديثه، مؤكدًا استعداده لمواجهة كل التحديات من أجل كشف الحقيقة.
الأيام القادمة قد تحمل إجابات لتساؤلات أميران وكل من يتابعون هذه القضية التي باتت مرآة تعكس أغوار النفس البشرية وظلامها.