لغز الضحية الثانية لسفاح المعمورة..تركية عبد العزيز تسقط في فخ الطمع والخيانة

لا تزال قضية نصر.ا، المعروف إعلاميًا بـ "سفاح الإسكندرية "، تفجر مفاجآت متتالية، لتكشف أبعادًا جديدة عن الجرائم المروعة التي ارتكبها. المتهم، الذي رفض الاعتراف بقتل المهندس محمد إبراهيم الضحية الأولى كشف التحقيق معه عن جريمة أخرى أكثر تعقيدًا وضحية جديدة: تركية عبد العزيز، السيدة الستينية التي حملت حياتها الكثير من التناقضات بين البساطة والغموض.
"سيدة البساطة والملايين"
تركية عبد العزيز، البالغة من العمر 63 عامًا، كانت تعيش بمفردها في منزل العائلة بمنطقة الطابية بالمنتزه، بعد أن اختارت حياة العزوبية دون زواج أو أبناء. ورغم مظهرها البسيط وأسلوب حياتها المتواضع، كانت تمتلك ثروة كبيرة؛ أموالًا بالبنك تُقدّر بنحو ربع مليون جنيه، وشقة في المندرة بحري تطل على البحر قيمتها نحو مليوني جنيه، بالإضافة إلى معاش شهري يبلغ 4500 جنيه كانت تشاركه مع شقيقها الكفيف.
كيف وقعت تركية في الفخ؟
وفقًا للتحقيقات، لعبت صديقة تركية نادية، والمتهمة الثانية في القضية، دورًا أساسيًا في استدراجها للسفاح، المتهمة، التي تعرفت على تركية أثناء ترددها على مستشفى جيهان بالمنتزه، أقنعتها بالتعامل مع المتهم الرئيسي نصر الدين الذي قدّم نفسه كمحامٍ حقوقي مدافع عن الفقراء وخريج شريعة الأزهر.
اللقاء الأول بين تركية والسفاح كان في المحكمة، حيث استغل ثقتها ومشكلتها مع سمسار حاول الاستيلاء على شقتها بمنطقة المندرة.
الخيانة داخل الدائرة المقربة
المتهمة نادية، التي كانت تقيم مع السفاح ومعها أولادها وقت القبض عليهما، هي من كشفت موقع الجثث في التحقيقات.
وكانت (نادية) تتولى صرف معاش تركية طوال ثمانية أشهر بعد اختفائها، مدعيةً لعائلتها أنها لا تزال على قيد الحياة، لكن شهادتها كانت مليئة بالالتباسات، إذ ادعت أنها شكت في تصرفات السفاح، بينما كشفت تحقيقات النيابة عن وجود دور مشبوه لها في استدراج الضحية والتخطيط للجريمة.
السبب وراء الجريمة
الخلافات على شقة المندرة بحري كانت الشرارة التي أشعلت الأحداث، تركية رفضت بيع الشقة للسمسار بثمن بخس، ما تسبب في مشاجرات انتهت بطعنة نافذة في بطنها أودت بحياتها، السفاح اعترف لاحقًا بمكان الجريمة وأرشد عن السلاح المستخدم، كما تبيّن أنه جرد الجثة من ملابسها ووضعها مع أشلاء زوجته السابقة في أكياس بلاستيكية صفراء.
تفاصيل الكشف الجثة
الجثة التي دخلت مرحلة متقدمة من التعفن تم التعرف عليها عبر علامة مميزة وهي ساقها اليمنى التي أجريت بها عملية تثبيت شرائح ومسامير بعد كسر تعرضت له، وأمرت النيابة بفحص الحمض النووي (DNA) لمطابقة هوية الجثة، خاصة مع تغير ملامح الوجه بفعل التعفن.
محاولات للتعتيم على الجريمة
التحقيقات كشفت أيضًا عن محاولات السفاح وشركائه للتضليل بعد قتل تركية، كانوا يتنقلون بهاتفها من موقع لآخر لفتح المكالمات دون الرد، ليبدو الأمر وكأنها حية لكنها تتجنب الحديث،
الأكثر غرابة أن قضيتها مع السمسار، التي كانت مسجلة في المحكمة، تم سحبها بالكامل من سجلات التقاضي بعد مقتلها، مما أثار الشبهات حول دور السمسار في الجريمة وعلاقته بالسفاح.
لغز الأموال المختفية
محامي عائلة تركية قدم طلبًا رسميًا للنيابة لمعرفة مصير أموالها المودعة في البنك، والتي يعتقد أنها سُحبت باستخدام بطاقتها البنكية وكلمة المرور التي كانت تدونها على البطاقة نفسها. كما طالب بالتحقيق في ملكية شقة المندرة وما إذا كانت قد نُقلت للسفاح أو أحد شركائه.
دائرة جهنمية من الخداع
مع ظهور اسم (نادية) مجددًا في التحقيقات، أصبح من الواضح أن السفاح لم يكن يعمل بمفرده، بل اعتمد على شبكة من الوسطاء والسماسرة الذين كانوا يستدرجون الضحايا، مستغلين نقاط ضعفهم سواء في المال أو المواقف القانونية هذه الشبكة قد تكون وراء استهداف المزيد من الضحايا الذين لم تُكشف أسماؤهم بعد وهذا ما أكده أميران عثمان دفاع المتهم في تصريح سابق لـ "الفجر".
مع استمرار التحقيقات، تظهر يومًا بعد يوم تفاصيل جديدة حول الجرائم التي ارتكبها على مدار سنوات نصر الدين لم يكن مجرد قاتل، بل كان شبكة متكاملة من الفساد والطمع، جعلت من ضحاياه أهدافًا سهلة وسط دوائر من الخيانة والجشع ستبقى قضيته درسًا قاسيًا في استغلال الثقة وتحول الإنسان إلى وحش بلا ضمير.