مساعد وزير الآثار السابق تكشف مكانة النيل عند المصريين القدماء
تقتني المتاحف المصرية آلاف القطع الأثرية الهامة، ووراء كل قطعة العديد من الحكايات والأسرار، عمرها آلاف الأعوام، والنيل الذي قال عنه هيرودوت المؤرخ اليوناني مصر هبة النيل، وهناك من قال إن النيل هبة مصر، ولكن ما تركه المصريون القدماء من كنوز أسفرت وأوضحت عن قيمة وأهمية النيل عندهم.
وعن النيل، قالت الدكتورة إلهام صلاح الدين، مساعد وزير السياحة والآثار ورئيس قطاع المتاحف السابق، إن القطع الأثرية التي تحتفظ بها المتاحف المصري تشكف لنا عن مكانته عند المصريين، حيث كان النيل هو معبود من المعبودات المصرية القديمة بل كان أهمهم، وأقربهم لقلوب المصريين وكتبوا له الأشعار والكلمات الجميلة.
وتابعت صلاح في تصريحات خاصة إلى "الفجر"،: "قال المصري القديم عن النيل: "عندما يفيض تصبح البلاد في فرحة، وكل إنسان في سرور، ويبدأ كل فك يضحك ويظهر كل سن، إنه هو الذي يأتي بالقوت، وهو الذي يكثر الطعام، وهو الذي يخلق كل شئ طيب، ويمدحه الناس وذو الرائحة الطيبة".
واستكملت: "هو الذي يخلق العشب للماشية، ويمد كل إله بقرابينه أكان في العالم الأسفل أو في السماء أم على الأرض، وهو الذي يملأ المخازن ويزيد أعدادها وكم الغلال وهو الذي يعطي الفقراء، وهو الذي يجعل الأشجار تنمو كما يشتهي الجميع، فلا ينقص للناس شئ من ذلك، فتبنى السفن بسبب قوته ولأنه لا سفر بواسطة الحجر".
وتابعت صلاح مستكملة بقية الترانيم: "ومن كان حزينًا يصبح مسرورًا ويبتهج كل قلب، أنت تفيض فتسقى الحقول وتمد الناس بالقوة وهو الذي يسعد الإنسان ويجعله يحب أخاه، ولا يفرق بين شخص وآخر وليست له حدود يقف عندها، هذا هو النيل وهذا هو حعبي والذي نقش على جدران المعابد بهيئته الضخمة وشعره الكثيف وبطنه الممتلئة بالخيرات وأيضًا نحتت له الأحجار لعمل تمثال مزدوج أحدهما يمثل الشمال والآخر يمثل الجنوب ويمسكا بسلال الخيرات ومازال يقفف التمثال بالمتحف المصري ضاحكا مبشرا بكل خيرات النيل".