ما قصة الجثمان المجهول الذي أثار أزمة بين إسرائيل وحماس؟

شهدت الساحة السياسية والعسكرية بين إسرائيل وحركة حماس توترًا جديدًا عقب اكتشاف إسرائيل أن إحدى الجثث التي سلمتها حماس ضمن عملية تبادل الرهائن ليست للرهينة الإسرائيلية شيري بيباس، كما كان متفقًا عليه.
هذا التطور أثار موجة من الاتهامات والتصعيد الخطابي، وسط مخاوف من أن يتحول إلى عامل جديد يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش، الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وبدعم أمريكي.
التفاصيل
وفقًا لتصريحات مسؤولين إسرائيليين، فإن إحدى الجثث الأربع التي سُلِّمت يوم الخميس لم تكن تعود إلى شيري بيباس، بل كانت لامرأة مجهولة الهوية، بينما تأكدت هوية جثتي ابنيها كفير وأرييل.
وردًّا على ذلك، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل حماس "تدفع الثمن" على ما وصفه بأنه "انتهاك قاسٍ وخبيث للاتفاق".
وفي بيان مصور، قال نتنياهو: "سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن، مع كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك".
وبدورها إسرائيل سارعت إلى إجراء الفحوصات الجنائية على الجثة المجهولة، حيث أكد الجيش الإسرائيلي أنها لا تعود لشيري بيباس ولا لأي رهينة إسرائيلية أخرى، مما أثار علامات استفهام جديدة حول مصدر الجثمان الذي تسلمته.
ردّ حماس وتداعيات الأزمة
على الجانب الآخر، ردت حماس على الاتهامات الإسرائيلية بأن جثة بيباس تحولت إلى أشلاء بعد أن استُهدفت الغارة الإسرائيلية الموقع الذي كانت محتجزة فيه، مشيرة إلى أن المسؤولية الكاملة عن وفاتها تقع على عاتق رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أمر بالقصف.
وقال إسماعيل الثوابتة، المسؤول في حماس، إن "جثمان شيري بيباس اختلط بأشلاء أخرى تحت أنقاض المبنى الذي دُمر بغارة جوية إسرائيلية مقصودة"، مؤكدًا أن "نتنياهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن مقتلها مع أطفالها".
مراسم التسليم وردود الفعل الدولية
تمت عملية تسليم الجثث في خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث ظهر مسلحون ملثمون يحملون نعوشًا سوداء تحمل صور الرهائن، فيما نصبت فوق المنصة لافتة تظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي على هيئة "مصاص دماء".
من جهتها، أدانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الطريقة التي تعاملت بها حماس مع عملية تسليم الجثامين، ووصفتها بأنها "شائنة وقاسية"، مؤكدة أن القانون الدولي يفرض احترام كرامة المتوفين وعائلاتهم أثناء عمليات التسليم.
سيناريوهات محتملة
هذا التصعيد قد يلقي بظلاله على المفاوضات الجارية بشأن إطلاق سراح مزيد من الرهائن، ويهدد بتأجيل الإفراج عن ستة رهائن أحياء، كان من المقرر تسليمهم يوم السبت.
كما قد يعقّد الجهود المبذولة للدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت تسعى فيه الأطراف الدولية للحفاظ على التهدئة الهشة في القطاع.