"المناوي" عن سيلفي "خامنئي": مصر لا تريد أن "تغيظ" السعودية
اعتبر المدير العام لقناة الغد، الإعلامي عبداللطيف المناوي، أن الأزمة التي أثيرت مؤخرا بسبب إعلانات القناة وصورة سيلفي للمرشد العام للثورة الإسلامية بإيران، على خامئني، لها ثلاثة أسباب، وأنه تم تأويل الإعلان سياسيا من قبل البعض في ظل التوتر بين مصر والسعودية، بحسب ما قاله لـ CNN بالعربية.
وأكد المناوي، أن السلطات المصرية طلبت إزالة صور الرئيس
التركي، رجب طيب أردوغان، من إعلانات القناة، وأنه تفهم وجهة النظر، ورغم أنه يعتبر
نفسه من داخل الدولة المصرية، ولكنه لا يعبر عن وجهة نظر دولته، بل يعبر عن وجهة نظر
القناة.
وأوضح المناوي وجهة نظر قناته في حواره التالي:_
ما سبب الأزمة التي أثيرت مؤخرا حول صورة إعلان خامئني؟
الأزمة المثارة حاليا لها ثلاثة أسباب من وجهة نظري، أولها
حالة من الحساسية المفرطة المفاجئة بالنسبة لي، وثانيهما، حالة من حالات التوتر السياسي
لدى البعض، وثالث الأسباب، حالة من حالات التربص من قبل البعض سياسيا.
هل التربص الذي تقصده هو تربص بالقناة نفسها؟
لا.. لا التربص سياسيا، لأن صورة الإعلان جاءت في توقيت فيه
حساسية وتربص وتوتر.
تقصد أنه لو نزل الإعلان في ظروف مختلفة ما أثيرت هذه الحالة؟
أعتقد أنه لو نزلت الإعلانات في توقيت وظروف مختلفة، ودون
وجود حالة التوتر المصري – السعودي، ما كانت خلفت كل هذه الأزمات.
هل طلبت السلطات المصرية إزالة بعض الإعلانات للقناة؟
هناك إعلان واحد فقط للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طلبت
السلطات في مصر إزالته، وتناقشنا في الأمر سواء بالنسبة لصورة إعلان خامئني أو أردوغان،
والأمر لم يكن فرضا من قبل السلطات المصرية، وعلاقتنا بالجميع طيبة للغاية وتفهمنا
الأمر تماما، وتم إزالة صورة إعلان أردوغان.
هل غضبت من رد الفعل حول إعلانات القناة وإزالة بعضها؟
الأمر ليس غضبا، فقد قصدنا من الإعلانات أن نصل للناس، وإذ
لم يصب تفكيرنا الهدف المقصود فلابد وأن نغيره، وإذا كان الإعلان يشكل أي حالة من حالات
الإزعاج هم أدرى بها لأن لديهم أبعاد مختلفة للصورة، فقد استجبنا للطلب، فأنا لست في
صراع مع أحد.
ترى أنه تم تأويل الإعلانات؟
أتصور أن البعض عمل على تأويل الإعلان، ومن وجهة نظر التحليل
المهني، فإنه قد يكون هناك عدم توقع صحيح لرد فعل الناس في إطار التوتر الموجود حاليا،
ولكن الأكيد أن هناك فهما خاطئا من قبل البعض لرسالة الإعلان.
ما هي رسالة القناة من الإعلانات الأخيرة؟
الإعلان ببساطة كان مقصودا به توضيح وجهة نظر القناة من أردوغان،
فأوردغان في الإعلان جالس مكفهر الوجه جدا، وجالس على كرسي السلطان التركي، ولكنه جالس
في أجواء تشبه الزنزانة وورائه هاجس اسمه كولن، مكتوب عليه "مطلوب" ومكتوب
على جدران الزنزانة "الديمقراطية" وحوله مجموعة من الزنازين حابس فيها البشر.
وماذا يقصد الإعلان بالنسبة لخامئني؟
بالنسبة لإعلان خامئني، أعتقد أن خامئني يشكل خطورة على منطقة
الخليج، وحسب وجهة نظري المتواضعة، فإن هناك أطماعا إيرانية في الخليج ، بدليل أن وزيرا
إيرانيا قال قبل ما يقرب من عام إن إيران تحكم في 4 عواصم عربية، وهو تصريح معلن، وإيران
الآن تحتل ثلاث جزر إماراتية، فالصورة في الإعلان تظهر خامئني يلتقط صورة سيلفي وورائه
معالم خليجية ليست من دولة واحدة، بل من ثلاث دول، فالمعني ببساطة أن الرجل منتشي بنفسه،
ولابد وأن نعترف بهذا الانتشاء، فالصورة تعبر عن تفكيره وأطماعه، وهذه هي ترجمة الصورة،
وقد نختلف فنيا فيها، مثل إننا نعبر عن ذلك بشكل أوضح، أو أن الصورة أكبر وبالأوان،
أو في توقيت غير مناسب، فإذا تصادفت هذه الأزمات مع التقارب الخليجي – التركي، فهذه
صدفه غير مسؤول عنها، أما التأويل السياسي، فأسميه توتر.. حساسية.. تربص.
ولكن البعض فسر الأمر بالنسبة لصورة خامئني على أنه توجه
من الدولة المصرية؟
القناة تخرج من مصر، واعتبر أن القناة إماراتية التمويل،
مصرية الهوى والتوجه، وما زلت أعتبر نفسي داخل الدولة المصرية وجزء منها، وما زال موقفنا
من تركيا كما هو، ولكن في نفس الوقت فأنا لا أعبر عن الدولة المصرية، ولكن أعبر عن
رأيي، حتى لو كان هذا التعبير صادم للناس في بعض الأحيان، فالبعض رأى أن الدولة المصرية
تريد أن تغيظ السعودية برفع صورة المرشد الإيراني في مصر، وهو أمر غير صحيح، لأني كما
قلت لا أمثل الدولة المصرية بشكل رسمي.
ما تفسيرك لحالة الغضب التي حدثت؟
أعتقد أن ما اكتشفته في الأزمة الأخيرة، أن الناس لا تطيق
رؤية أردوغان أو خامئني، وهناك حالة رفض تام لهما.
أيهما ساهم أكثر في الأزمة.. الإعلام أم مواقع التواصل الاجتماعي؟
مواقع التواصل الاجتماعي، عبرت عن حالة من التربص بين بعض
الجماعات المعارضة للنظام المصري من جهة، وبعض الجماعات في السعودية من جهة أخرى، وتفسير
البعض أن مصر تريد أن تخرج لسانها للمملكة العربية السعودية، يعبر عن حساسية شديدة
وتوتر واضح لا يعبر عن الرؤية الكاملة للحالة.
هل ترى أن الإعلام المصري الرسمي يقوم بدوره المطلوب على
أكمل وجه وقد كنت في وقت من الأوقات مسئول عنه؟
هذا موضوع كبير، والسؤال هنا، هل الإعلام الرسمي المصري يمتلك
القدرات؟ والقدرات هنا بكل معانيها لمحاسبته بعد ذلك، بعدها نبدأ في الإجابة على السؤال.
وهل يمتلك هذا الإعلام القدرات التي تقصدها؟
المؤكد إنه لا يمتلك تلك القدرات، لذا فإنه لا يقوم بدوره،
وقبل أن نحاسبه لابد من توفير احتياجاته وحل مشاكله.