"سفن وطائرات ومشاة".. السعودية تحذر إيران بمناورة هي الأضخم
بدأت القوات البحرية السعودية، الثلاثاء، مناورات عسكرية تعتبر “من الأضخم” في مياه الخليج ومضيق هرمز، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي، في تدريبات يظللها توتر متصاعد منذ أشهر مع إيران.
وأفادت
وكالة الأنباء السعودية الرسمية نقلا عن صحفية العرب اللندنية: “انطلقت، الثلاثاء،
مناورات ‘درع الخليج 1’، التي تنفذها القوات البحرية الملكية السعودية في مياه الخليج
العربي ومضيق هرمز وبحر عمان”.
وأشارت
إلى أن المناورات تشارك فيها تشكيلات مختلفة من القوات البحرية، تشمل الزوارق السريعة
وطيران القوات البحرية ومشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة.
وبحسب
قائد التمرين العميد البحري الركن ماجد بن هزاع القحطاني، تعد التدريبات “من أضخم المناورات
التي ينفذها الأسطول الشرقي في الخليج العَربي وبحر عمان مرورا بمضيق هرمز”، وتشمل
“جميع أبعاد العمليات البحرية، حيث تتضمن الحروب الجوية والسطحية وتحت سطحية والحرب
الإلكترونية وحرب الألغام وعمليات الأبرار لمشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة
والرماية بالذخيرة الحية”.
وكان
قائد القوات البحرية، الفريق الركن عبدالله بن سلطان السلطان أكد الأسبوع الماضي، أن
“التمرين البحري يضم
تشكيلات
من القوات البحرية بالأسطول الشرقي، حيث تشمل السفن والطائرات ومشاة القوات البحرية
ووحدات الأمن البحرية الخاصة”.
وأشار
إلى أن “تمرين درع الخليج 1 يأتي ضمن سلسلة التمارين التي تنفذها القوات البحرية الملكية
السعودية في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان”.
وبيّن
أن التمرين “يهدف إلى رفع الجاهزية القتالية واكتساب المهارات اللازمة من خلال الدقة
في التخطيط والاحترافية في التنفيذ والقدرة على ممارسة إجراءات القيادة والسيطرة على
الوحدات المختلفة في مسرح العمليات، وذلك للدفاع عن حدود المملكة وحماية الممرات الحيوية
والمياه الإقليمية وردع أي عدوان أو عمليات إرهابية محتملة قد تعيق الملاحة في الخليج
العربي”.
وتأتي
هذه المناورات في ظل أوضاع مضطربة في منطقة الشرق الأوسط، وتنام لافت للتنظيمات الإرهابية،
ونزاعات في أكثر من بلد لا سيما في سوريا واليمن، إضافة إلى توتر شديد في علاقات دول
المنطقة بإيران.
وهذه
المناورات التي وصفت بالضخمة، أرادت من خلالها السعودية البعث برسائل تفيد بقدرتها
على مواجهة التهديدات الإرهابية والتدخلات الأجنبية.
ولا
تخلو هذه المناورات التي تجري في مرحلة شديدة التعقيد أمنيا، من رسائل سياسية واضحة
بشأن قدرة السعودية واستعدادها لحماية أمنها واستقرارها، عبر تجميع قدراتها الذاتية،
بغض النظر عن تغير أمزجة بعض الحلفاء الدوليين، وتبدل مواقفهم من عدّة قضايا.
ويعد
مضيق هرمز من أهم الممرات المائية، ويفصل بين الخليج وبحر عمان، وتمر عبره سفن تنقل
كميات ضخمة من النفط المصدر من السعودية والكويت والعراق وإيران.
وتقع
السعودية وإيران على طرفين متقابلين من الخليج، وسبق لطهران أن لوحت بإغلاق المضيق
في وجه الملاحة البحرية، في حال أي مواجهة مع خصومها الإقليميين.
ويسود
توتر العلاقة بين إيران ودول الخليج، خصوصا السعودية، عقب إعلان الرياض في 3 يناير
الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها
سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما،
احتجاجا على إعدام الرياض نمر النمر رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مدانا بالانتماء
إلى “التنظيمات الإرهابية”.
وتقف
السعودية وإيران على طرفي نقيض من نزاعات مختلفة في المنطقة لا سيما سوريا واليمن.
وشهد المضيق خلال الأشهر الماضية حوادث بين البحريتين الإيرانية والأميركية. وتتهم
واشنطن إيران بمضايقة قطعها البحرية في المنطقة.
وجاءت
مناورات “درع الخليج 1”، أياما فقط بعد إعلان التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم
الشرعية في اليمن “إنقاذ ركاب مدنيين بعد استهداف الميليشيات الحوثية لسفينة مدنية
إماراتية كانت تنقل مساعدات طبية وإغاثية من وإلى مدينة عدن جنوبي اليمن”.
وقالت
قيادة قوات التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، إنها قامت فجر السبت “بعملية
إنقاذ لركاب مدنيين بعد استهداف الميليشيات الحوثية للسفينة المدنية (سويفت) التابعة
لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، والتي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة
عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم
خارج اليمن”.
وأضاف
التحالف في بيانه، أن الاستهداف “مؤشر خطير يؤكد توجه هذه الميليشيات لتنفيذ عمليات
إرهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الإغاثية في باب المندب”. ويقول مراقبون
إن الهجوم بزوارق سريعة يحمل بصمة إيرانية في الهجوم باعتبارها الحليف الوثيق للحوثيين
والمزود الرئيسي لهم بالأسلحة.
وشهدت
الأشهر الأخيرة نشاطا مكثفا للزوارق السريعة الإيرانية في باب المندب، ووصل بها الأمر
إلى حد مضايقة البوارج والسفن الأميركية. وإلى حد قريب، لم يعرف أن اليمن يمتلك هذه
الزوارق ما يرجح أن إيران هي مصدرها.
ويقول
محللون إن التحالف العربي يفرض حصارا دقيقا على سواحل اليمن منذ مدة، وبالتالي لم يكن
ممكنا للحوثيين أن يستقدموا أي نوع من الأسلحة عبر البحر وخاصة توجيه زوارق إلى مضيق
باب المندب وتنفيذ هجمات هناك.