خبراء يكشفون دلائل عدم تخطيط أردوغان للانقلاب العسكري وانهيار الجيش التركي
خاضت تركيا خلال الأسبوع الحالي، عددًا من التطورات بعد محاولة انقلاب بعض الفرق والوحدات التابعة للقوات الجوية والبرية على الرئيس التركي أردوغان، بينما رأى البعض أن ذلك الانقلاب من تخطيط وتدبير الرئيس التركي نفسه للإطاحة بمعارضيه.
وأكد كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بالمركز الاقليمي، أن ما يتداوله البعض حول تخطيط "أردوغان" للانقلاب العسكري ليطيح بمعارضيه، هو أمر عارٍ من الصحة، مدللًا على ذلك بأن الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت عددًا من البيانات ذات العبارات المطاطية في البداية حتى تدرك الغلبة والقوة في أي تيار، ثم اصدرت بياناها المؤيد للرئيس التركي بعد تأكدها تمامًا من فشل الانقلاب العسكري.
وأضاف سعيد، لـ"الفجر"، أن "المخابرات التركية لم تعلم بتلك الحركة على الإطلاق، ولا يمكن لرئيس دولة مهما كان أن يغامر ويضع بلاده على الهاوية والفوضى لتحقيق هدف معين أيًا كان ذلك الهدف"، منوهًا بأن تركيا حافلة بالانقلابات العسكرية على مر تاريخها، وأن ما حدث ليس غريبًا أو جديدًا على المجتمع التركي، والسبب في ذلك أن أردوغان كان يستعد لحركة تغيير شاملة داخل الجيش التركي في سبتمبر المقبل، وبالتالي كانت تلك الحركة متوقعة.
وتايع كرم سعيد، أن "أردوغان في يده أن يطيح بكل معارضيه بسهولة بالغة بعد فشل الانقلاب العسكري، وستكون فزاعة النظام التركي التخلص من كافة المعارضين في الحكومة والأحزاب التي تعارض سياساته، وهو ما حدث في الفترة التي تلت الانقلاب من حملات اعتقال واسعة شملت عدد من المعارضين والمنتمين بالأخص لحزب فتح الله كولن المعارض الأول لرجب طيب أردوغان".
وذكر مصطفى زهران، الباحث في الشؤون التركية لـ"الفجر"، أن "علاقة تركيا بعد الانقلاب العسكري قد تؤدي إلى تحسن العلاقات بينها وبين عدد من الدول التي كانت على خلاف معها بعد أن رأت مدى قدرة أردوغان على الحشد الشعبي ومدى سيطرة حزبه السياسي على الأوضاع في البلاد وقدرته على حشد مؤيديه في الشارع وفي مدي زمني قصير خاصة من المنتمين إلى حزبه السياسي".
وأضاف زهران، أن "الشعب التركي عانى في فترات الانقلابات العسكرية التي مرت بها تركيا في السنوات الماضية، ولم يكن هناك تقبل شعبي لفكرة الانقلاب العسكري، ولم يكن للانقلاب ظهير شعبي يحميه ويدافع عنه، والأحزاب السياسية المعارضة منذ لحظة الانقلاب العسكري أعلنت رفضها وتمسكها بالرئيس التركي لأنها رأت أن الانقلاب العسكري قد يؤدي إلى إلغاء الأحزاب السياسية أو القبض على أعضائها ومؤسسيها".
فيما قال اللواء أركان حرب طلعت موسى، الخبير العسكري والاستراتيجي والمستشار العسكري لأكاديمية ناصر العسكرية العليا، لـ"الفجر"، أن ما حدث في تركيا مؤشر خطير على المستوى العسكري بكل المقاييس، ويشير إلى بدء انهيار الجيش التركي وزعزعة العقيدة العسكرية لديه، لافتًا إلى أن ما نشرته وسائل الإعلام التركية والعالمية من فيديوهات تظهر جلد وتعذيب للجنود والضباط المشاركين في الانقلاب العسكري، وتجريدهم من ملابسهم وأسلحتهم، سيدمر بلا شك المؤسسة العسكرية التركية نفسيًا ومعنويًا، والجيش التركي كُسر أمام العالم أجمع.
وتابع الخبير العسكري والاستراتيجي: "الانقلاب العسكري في تركيا فشل لأن الجيش نفسه كان منقسمًا ما بين مؤيد ومعارض للانقلاب، لذلك نجد أن من قاد الانقلاب هو قائد القوات الجوية وبعض الوحدات والمطارات العسكرية التابعة له، وقائد القوات البرية، وبعض الوحدات والفرق التابعة له، في حين قادة الجيوش الثاني والثالث والقوات البحرية وغيرها من القيادات رفضوا المشاركة في الانقلاب العسكري، ما أدى إلى فشله في وقت صغير لا يتجاوز الخمس ساعات تقريبًا، إلى جانب غياب التنسيق بين منفذي الانقلاب العسكري".