تواجد تنظيم القاعدة في اليمن: واقع مؤلم ومخاطر مستمرة
في اليمن، تظل الحرب متعددة الجبهات مشتعلة، إذ لا يقتصر النزاع على الصراع بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي والحوثيين، بل يمتد أيضًا إلى تهديدات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يسعى لتوسيع نفوذه في مناطق وسط وجنوب اليمن.
انتشار تنظيم القاعدة في وسط وجنوب اليمن
من خلال السنوات الماضية، تمكن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من السيطرة على مناطق واسعة في محافظات شبوة، أبين، مأرب، وتعز، مستفيدًا من الفراغ الأمني الناتج عن الحرب المستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين، وقد استغل التنظيم ضعف الدولة اليمنية لتأسيس قواعده العسكرية وتحصينه في المناطق النائية والجبال، بما في ذلك القرى والمناطق الصحراوية.
في الوسط اليمني، يتمركز التنظيم في مناطق مأرب ووادي حضرموت، حيث يتحكم في بعض الطرق الرئيسة التي تربط المحافظات ببعضها، أما في الجنوب، فتنشط خلاياه في محافظات أبين وشبوة وعدن، وتستفيد من الفوضى الأمنية ونقص الرقابة على الحدود البرية والبحرية لتوسيع عملياته.
وقد أظهرت التقارير المحلية والدولية أن التنظيم يعتمد على أساليب عسكرية متنوعة تشمل إنشاء نقاط مراقبة، وخنادق، ومخابئ تحت الأرض لتخزين الأسلحة والذخيرة، إضافة إلى تدريب عناصره على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والصواريخ المحمولة.
على الرغم من العداء التقليدي بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، فقد جرى بين الطرفين بعض التفاهمات على مستوى وقف الأعمال العدائية في مناطق معينة، وذلك بهدف تجنب المواجهات المباشرة التي قد تستنزف قواتهما، ومن أبرز هذه التفاهمات تبادل الأسرى الذي جرى في 31 مارس الماضي.
المخاطر الأمنية لتواجد القاعدة
وجود تنظيم القاعدة في اليمن يحمل مخاطر كبيرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، يمكن تلخيص أبرز المخاطر على النحو التالي والتي منها تهديد الأمن المحلي حيث يعتمد التنظيم على تنفيذ عمليات مسلحة ضد القوات الحكومية والقبائل الموالية لها، مما يزيد من حالة الانفلات الأمني ويعيق جهود الدولة لإعادة الاستقرار في المناطق الوسطى والجنوبية واستهداف المدنيين حيث أنه تاريخيًا، تورط التنظيم في تنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين، بما في ذلك خطف الرهائن والهجمات على الأسواق والمؤسسات التعليمية، مما يزيد من معاناة السكان المحليين ويضعهم في دائرة الخطر المباشر و تمويل العمليات الإرهابية الدولية حيث يستخدم التنظيم اليمن قاعدة لانطلاق عمليات تستهدف مصالح دولية، بما في ذلك الموانئ البحرية والمناطق الاقتصادية الحيوية، ويستغل ضعف الرقابة المحلية لتسهيل تمويل أنشطته من خلال الابتزاز والاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات.
استراتيجيات الحكومة والتحالف لمواجهة القاعدة
تحاول الحكومة اليمنية المدعومة بالتحالف العربي مواجهة تهديد تنظيم القاعدة عبر عدة إجراءات، منها العمليات العسكرية المستمرة التي تقوم بها القوات الحكومية، بالتعاون مع التحالف، بشن هجمات جوية وبرية على مواقع التنظيم في المناطق الصحراوية والجبلية و تحسين الرقابة الحدودية و تشمل مراقبة الطرق الرئيسية والموانئ للحد من تهريب الأسلحة والمقاتلين.