"العدّ التنازلي لزيارة البابا لاوُن الرابع عشر إلى لبنان: محطات روحية ورسائل سلام"

أقباط وكنائس

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

 

بدأ العدّ التنازلي لزيارة البابا لاوُن الرابع عشر، بابا الفاتيكان، إلى لبنان والمقرّرة في 27 نوفمبر الجاري، تحت شعار "طوبى لفاعلي السلام". ومع اقتراب الموعد، تتواصل الاستعدادات الكنسيّة والأمنيّة واللوجستية على مختلف المستويات لضمان استقبال البابا بجهوزية تامة.

ويتضمّن برنامج الزيارة محطات روحية بارزة يلتقي فيها البابا الشعب اللبناني بالصلاة والدعاء من أجل السلام والعدالة وكرامة الإنسان. ومن أبرز هذه المحطات زيارته ضريح القديس شربل في دير مار مارون – عنّايا، ومزار سيّدة لبنان – حريصا، ومستشفى راهبات الصليب – جلّ الديب، وهي مواقع تحمل تاريخًا طويلًا من الإيمان والخدمة والمحبة.

دير مار مارون – عنّايا
تعود فكرة تأسيس الدير إلى عام 1820، إذ شرعت الرهبنة اللبنانية المارونية في بنائه منذ 1828، وهي السنة نفسها التي وُلد فيها القديس شربل. وفي عام 1829 تأسس الدير رسميًا. وعلى مرّ السنين شهد الدير مراحل توسيع وتطوير، أبرزها بعد إعلان شربل طوباويًا عام 1965، ليصبح لاحقًا مزارًا عالميًا يقصده آلاف المؤمنين للصلاة وطلب البركة أمام ضريح القديس.

مزار سيّدة لبنان – حريصا
أُطلقت فكرة إنشاء المزار في إطار الاحتفال باليوبيل الخمسيني لعيد الحبل بلا دنس. وفي عام 1904 وضع حجر الأساس على قمة تلّة حريصا، لتُشيَّد لاحقًا الكنيسة وقاعدة التمثال الذي صُنع من البرونز في فرنسا، ويبلغ طوله 8.5 مترًا. ويُعد المزار اليوم أحد أهم المواقع الروحية في لبنان، وواحة صلاة تجمع المؤمنين من مختلف الطوائف.

مستشفى راهبات الصليب – جلّ الديب
أسسه الأب يعقوب الكبّوشي عام 1919 قبل أن يتحول إلى مأوى، وفي عام 1951 افتُتح كمستشفى مخصص للأمراض النفسية والعقلية، يستقبل المرضى بلا تمييز. وتواصل راهبات الصليب رسالتهن بخدمة الأكثر هشاشة في المجتمع وتضميد جراحهم بمحبة.

الزيارة الرسوليّة إلى تركيا ولبنان
وتأتي زيارة البابا لاون الرابع عشر ضمن جولة رسوليّة تشمل تركيا ولبنان بمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية الأول. وتمتد الزيارة من 27 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2025، وتشمل محطات رسمية وروحية في أنقرة وإسطنبول وإزنيق، إضافة إلى المحطات اللبنانية المقررة.

وتبدأ الجولة الخميس 27 نوفمبر من مطار روما إلى أنقرة، حيث يشمل البرنامج استقبالًا رسميًا وزيارات رئاسية واجتماعات مع السلطات وممثلي المجتمع المدني. وبعدها يتوجه البابا إلى إسطنبول، ثم ينتقل إلى إزنيق لإقامة لقاء صلاة مسكوني في موقع كنيسة القديس نيوفيطس القديمة، قبل العودة إلى إسطنبول لعقد لقاءات كنسية.

بهذه الزيارة، يحمل البابا لاوُن الرابع عشر رسالة سلام ورجاء إلى لبنان والمنطقة، وسط تطلعات بأن تشكل محطة روحية جامعة لكافة اللبنانيين.