بابا الفاتيكان يطلق كتابه الجديد: "الايمان المسيحي في عشر كلمات"

أقباط وكنائس

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

 


أصدرت دار النشر التابعة للكرسي الرسولي (LEV)، اليوم الخميس، كتابًا جديدًا للبابا لاوُن الرابع عشر بعنوان "قوة الإنجيل: الإيمان المسيحي في عشر كلمات" بتحرير لورينزو فازيني. ويضم الكتاب مختارات من نصوص البابا الصادرة خلال فترة حبريته، بالإضافة إلى مقدمة غير منشورة سابقًا.

يقدّم البابا لاوُن الرابع عشر في كتابه عشر كلمات مفتاحية، يرى أنها رغم بساطتها قادرة على فتح آفاق واسعة للتأمل في غنى الحياة المسيحية. ولإطلاق هذا الحوار، يختار ثلاثًا منها لتكون محور نقاش متخيل مع القارئ: المسيح، الشركة، السلام. ورغم أن هذه المفردات قد تبدو غير مترابطة بالنسبة للبعض، إلا أنها، كما يوضح البابا، متشابكة بعمق وتشكل معًا جوهر التجربة المسيحية المعاصرة.

ويشرح البابا في كلمته الأولى "محورية المسيح" أن كل مُعمَّد نال نعمة اللقاء بشخص يسوع، وأن الإيمان لا يقوم على مجهود بشري خارق لبلوغ الإله، بل على قبول حضور المسيح في حياتنا. فوجه الله لم يعد بعيدًا أو غامضًا، إذ اقترب منا في شخص يسوع الذي وُلد، وتألم، ومات، وقام وهو حيّ بيننا اليوم. هذا الإله ليس قوة سحرية، بل صديق يريد الاتحاد بنا ويجعلنا نصبح على مثاله.

ويستشهد البابا بتأملات القديس أوغسطينوس الذي كتب: "لقد صرنا المسيح! فإذا كان هو الرأس ونحن الأعضاء، فنحن وإياه إنسان واحد كامل." ويشير إلى أن أوغسطينوس لمس بعمق هذه الحقيقة في مسيرته الروحية، إذ اكتشف أن الله لم يكن بعيدًا عنه كما كان يظن، بل كان حاضرًا أمامه دائمًا.

أما الكلمة الثانية، "الشركة"، فيوضح البابا أن المسيح هو أساسها وجسرها. فقد كانت حياته كلها تعبيرًا عن الرغبة في أن يكون حلقة وصل: بين البشرية والآب، وبين البشر بعضهم البعض، ومع المهمشين والمنسيين. ومن هذا المنطلق، تستمر الكنيسة عبر التاريخ كجماعة مؤمنة تعيش التنوع في إطار الوحدة.

ويستعين البابا مرة أخرى بصور القديس أوغسطينوس الذي يشبّه الكنيسة بـ "حديقة الرب" التي تضم ورود الشهداء، وزنابق العذارى، ولبلاب المتزوجين، وبنفسج الأرامل. فكل دعوة لها جمالها ومكانها، لأن المسيح مات من أجل الجميع. وبهذا التنوع تتشكل الشركة المسيحية التي يتجاوز فيها يسوع اختلافات الأصل واللغة والثقافة، ليجعل من أصدقائه جماعة واحدة تتناغم بالمحبة والخدمة.

بهذا الطرح الروحي العميق، يقدّم البابا لاوُن الرابع عشر قراءة جديدة لمعنى الإيمان المسيحي اليوم، من خلال كلمات قليلة في عددها، كبيرة في معناها، تكشف جوهر رسالة المسيح وقوة الإنجيل في حياة المؤمنين.