أثر الدعم النفسي على تعزيز المرونة العاطفية لدى الشباب

منوعات

بوابة الفجر

في عالمٍ سريع الإيقاع ومتغير باستمرار، يواجه الشباب ضغوطًا متزايدة، سواء من الدراسة أو العمل أو العلاقات أو حتى من توقعاتهم الشخصية عن أنفسهم. 

وهنا يبرز الدعم النفسي كعامل محوري في بناء ما يُعرف بـ "المرونة العاطفية"، وهي القدرة على التكيف مع الضغوط، والتعافي من التجارب الصعبة، والاستمرار في الحياة بقوة أكبر.

أولًا: مفهوم المرونة العاطفية
تعني المرونة العاطفية قدرة الشخص على استعادة توازنه بعد التعرض لضغط نفسي أو صدمة، دون أن تفقده هذه التجربة حماسه أو ثقته بنفسه. 

هي ليست صفة يولد بها الإنسان فقط، بل مهارة يمكن تطويرها مع الوقت.

ثانيًا: دور الدعم النفسي في تعزيز المرونة

تنمية الشعور بالأمان
عندما يشعر الشاب أن هناك من يستمع إليه ويفهمه، يختفي الإحساس بالعزلة، ويتولد لديه شعور بالأمان يساعده في مواجهة مشاكله بواقعية وهدوء.

تخفيف حدة التوتر
الحديث مع شخص داعم يواء كان صديقًا، أحد أفراد الأسرة، أو مختصًا يساعد في تخفيف العبء النفسي، ويُمكّن الشباب من رؤية الأمور من زوايا مختلفة.

تعزيز الثقة بالنفس
الدعم الإيجابي يُعيد للشخص إيمانه بقدراته، ويقوي إحساسه بأنه قادر على طمواجهة الصعوبات بدلًا من الهروب منها.

منح نماذج للتعامل الصحي مع التحديات
وجود قدوة أو شخص داعم في حياة الفرد يعطيه رؤية أعمق لكيفية تجاوز المواقف الصعبة بطرق صحية بدلًا من اللجوء لردود فعل سلبية.

ثالثًا: كيف يمكن للشباب بناء شبكتهم الداعمة؟

  • اختيار أصدقاء يقدمون طاقة إيجابية بدلًا من النقد المستمر.
  • التقرب من أفراد الأسرة الذين يمنحون شعورًا بالراحة والطمأنينة.
  • طلب المساعدة المهنية عند الحاجة دون خجل.
  • الانخراط في أنشطة اجتماعية تمنحهم شعورًا بالانتماء مثل التطوع أو الأندية.

رابعًا: أثر الدعم النفسي على الحياة اليومية
الشباب الذين يحصلون على دعم نفسي منتظم يتمتعون بقدرة أعلى على إدارة الغضب، واتخاذ قرارات أفضل، والنظر للحياة بنظرة إيجابية. كما تقل لديهم معدلات القلق والاكتئاب، ويصبحون أكثر قدرة على بناء علاقات صحية.


الدعم النفسي ليس رفاهية، بل ضرورة لتعزيز صحة الشباب العاطفية، ومن خلاله تُبنى المرونة التي تجعلهم قادرين على مواجهة الحياة بثبات وقوة.

 وفي النهاية، المرونة العاطفية ليست غيابًا للضغوط، بل قدرة على تجاوزها دون أن تكسر الروح.