تراجع واسع للمعدن الأصفر… الأسواق تسجّل هبوطًا متزامنًا في يوم واحد
أسعار الذهب تنخفض عالميًا ومحليًا في 15 نوفمبر وسط ضغوط الدولار
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا يوم 15 نوفمبر في الأسواق العالمية والمحلية على حدّ سواء، في وقت تزايدت فيه الضغوط الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع الدولار وتقلّبات توقعات الفائدة الأميركية. الانخفاض لم يقتصر على بورصات العالم فقط، بل امتد إلى أسواق التجزئة المحلية في عدة دول، في مؤشر على موجة هبوط واسعة تصيب المعدن النفيس خلال هذه الفترة الحساسة من العام.

الأسواق العالمية تسجل هبوطًا متزامنًا وسط قوة الدولار
البيانات الدولية أوضحت تراجعًا في أسعار الذهب الفورية، مع استمرار ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي، الأمر الذي يضغط عادة على المعدن الأصفر باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا. ومع ازدياد قناعة المستثمرين بأن الفيدرالي الأميركي قد يُبقي الفائدة مرتفعة لفترة أطول، تزايدت موجة البيع لجني الأرباح، فهبط الذهب تدريجيًا في الأسواق العالمية.
المحللون يرون أن الحركة جاءت انعكاسًا مباشرًا لعدم اليقين في السياسات النقدية، خاصة بعد صدور بيانات اقتصادية متضاربة خلال الأيام الأخيرة، ما جعل الأسواق تتأرجح بين توقعات التثبيت والخفض.
الأسعار المحلية تتأثر سريعًا… تراجع ملحوظ في أسواق التجزئة
التراجع العالمي انعكس بسرعة على الأسواق المحلية في عدة دول من آسيا والشرق الأوسط، حيث سجّلت محلات الذهب انخفاضًا جديدًا في أسعار الجرام بأنواعه، خصوصًا عيارات 21 و24 و18.
هذا الهبوط دفع بعض المستهلكين للعودة إلى الشراء بعد فترة من الترقب، بينما فضّل آخرون الانتظار توقعًا لانخفاضات إضافية.
تجار التجزئة وصفوا الحركة بأنها “تصحيح طبيعي” بعد موجة ارتفاعات متتالية خلال الأسابيع الماضية، مؤكدين أن الطلب كان أكثر نشاطًا مع بداية التراجع مقارنة بالأيام التي سبقته.
حالة من الترقب تسود الأسواق مع اقتراب مواسم الشراء
يأتي هذا التراجع في وقت تستعد فيه عدة أسواق لمواسم شراء تقليدية، مثل مواسم الأعياد والمناسبات العائلية في الهند والشرق الأوسط.
ورغم أن انخفاض الأسعار عادة ما ينعش الطلب، إلا أن حالة الحذر ما زالت واضحة، خاصة وسط توقعات بأن الذهب قد يواجه موجات هبوط جديدة إذا استمر الدولار في قوته الحالية.
خبراء الاقتصاد أشاروا إلى أن الاتجاه العام سيظل مرهونًا بقدرة الفيدرالي الأميركي على إرسال إشارات واضحة للأسواق بشأن خططه المستقبلية، وهو ما سيحدد ما إذا كان الذهب سيستعيد صعوده أم يستمر في التراجع.
هل الهبوط فرصة أم بداية موجة أطول؟
ما زال المستثمرون منقسمين حول المرحلة القادمة:
فريق يرى أن التراجع الحالي يمثل فرصة شراء جيدة قبل أي ارتداد محتمل، خصوصًا مع استمرار التوترات الجيوسياسية عالميًا.
بينما يحذر الفريق الآخر من أن قوة الدولار وارتفاع العوائد الأميركية قد تجعل الذهب يتحرك في نطاق هابط لفترة أطول من المتوقع.
لكن المؤكد أن اليوم شهد تراجعًا مهمًا في أسعار الذهب على المستويين المحلي والعالمي، ما يعكس حساسية المعدن الأصفر لأي تغيّر في المؤشرات الاقتصادية العالمية.


