التدفئة في فصل الشتاء.. بين ضرورة البقاء دافئًا ومخاطر الإهمال في التهوية
التدفئة في فصل الشتاء.. بين ضرورة البقاء دافئًا ومخاطر الإهمال في التهوية
مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، تبدأ الأسر في البحث عن وسائل للتدفئة تضمن الراحة والحماية من البرد القارس، سواء باستخدام السخانات، أو المدافئ، أو حتى الفحم والخشب في بعض المناطق الريفية.
لكن خلف هذا الشعور بالدفء، تكمن أخطار صامتة قد تهدد الحياة نفسها إذا أُسيء استخدام هذه الوسائل أو غابت التهوية الجيدة داخل المنازل.
أنواع وسائل التدفئة الأكثر شيوعًا
تتنوع وسائل التدفئة من منزل لآخر، ومن بيئة لأخرى، لكن أكثرها استخدامًا في المجتمعات العربية تشمل:
السخانات الغازية أو الكهربائية:
سهلة الاستخدام لكنها قد تسبب اختناقًا عند تسرب الغاز أو تراكم أول أكسيد الكربون في المكان.
الدفايات الكهربائية:
آمنة نسبيًا، لكنها تشكل خطر الحريق عند ملامستها للأقمشة أو عند استخدامها لساعات طويلة.
مدافئ الفحم أو الحطب:
توفر حرارة قوية وسريعة، لكنها أخطر الوسائل على الإطلاق في الأماكن المغلقة، إذ تؤدي إلى انبعاث غاز أول أكسيد الكربون القاتل.

غاز أول أكسيد الكربون القاتل الصامت
هو الغاز الأخطر في فصل الشتاء، إذ لا لون له ولا رائحة، ولا يمكن للإنسان اكتشافه إلا بعد فوات الأوان.
ينتج هذا الغاز عن احتراق غير كامل للوقود في السخانات أو الفحم أو حتى بعض أنواع المواقد.
وعند استنشاقه، يرتبط بالهيموغلوبين في الدم بدلًا من الأكسجين، مما يؤدي إلى نقص تزويد الجسم بالأكسجين، وتبدأ الأعراض على النحو التالي:
- صداع شديد.
- دوخة وغثيان.
- ضعف عام وتشوش في الرؤية.
- فقدان الوعي المفاجئ ثم الوفاة في الحالات الشديدة.
وللأسف، تحدث معظم الوفيات الشتوية داخل المنازل بسبب هذا الغاز دون أن يدرك أفراد الأسرة السبب.
التهوية درع الأمان المنسي
رغم بساطة الحل، إلا أن كثيرين يتجاهلونه خوفًا من دخول الهواء البارد.
لكن الحقيقة أن فتح نافذة صغيرة أثناء تشغيل وسيلة التدفئة كفيل بإنقاذ الأرواح، لأنه يسمح بتجديد الهواء وطرد الغازات الضارة.
كما يُنصح بإطفاء المدفأة قبل النوم، وعدم تشغيلها داخل غرف مغلقة تمامًا.
نصائح لتدفئة آمنة وصحية في الشتاء
للاستمتاع بالدفء دون تعريض النفس أو الأسرة للخطر، ينصح الخبراء باتباع الإرشادات التالية:
- عدم ترك أجهزة التدفئة تعمل طوال الليل.
- تجنب تجفيف الملابس فوق الدفايات الكهربائية.
- فحص تمديدات الغاز والكهرباء بانتظام.
- إبعاد الأجهزة عن الأطفال والأقمشة والمواد القابلة للاشتعال.
- استخدام كاشف لغاز أول أكسيد الكربون في المنازل المغلقة.
- تهوية المكان لمدة 10 دقائق على الأقل يوميًا.
الرطوبة والدفء توازن مطلوب
الدفء المفرط في الأماكن المغلقة قد يؤدي إلى جفاف الجلد وتشقق الشفاه، فضلًا عن زيادة التعرض لنزلات البرد نتيجة الفروق الكبيرة بين درجات الحرارة داخل وخارج المنزل.
لذلك، من الأفضل ضبط درجة الحرارة المعتدلة واستخدام مرطبات للجو أو أوعية ماء صغيرة بجانب المدفأة للحفاظ على توازن الرطوبة.
الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة
تزداد خطورة وسائل التدفئة على الأطفال وكبار السن لأن أجسامهم أكثر حساسية لتغيرات الهواء ونقص الأكسجين.
لذا يجب عدم تركهم بمفردهم في الغرفة أثناء تشغيل أي وسيلة تدفئة، ومراقبتهم باستمرار للتأكد من عدم ظهور أعراض الخمول أو الصداع أو الدوخة.
التدفئة في الشتاء نعمة عظيمة، لكنها قد تتحول إلى نقمة إذا رافقها الإهمال أو غابت عنها التهوية.
فكما نبحث عن الدفء، علينا أن نبحث عن السلامة أولًا، لأن الوقاية لا تتطلب سوى وعي بسيط وتطبيق عادات صحية تحفظ أرواحنا من الخطر.






