أضرار أشعة الشمس في فصل الشتاء: مخاطر خفية تهدد البشرة والعينين رغم برودة الطقس
يظن الكثيرون أن أشعة الشمس لا تمثل خطرًا خلال فصل الشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة، إلا أن هذا الاعتقاد الشائع غير صحيح تمامًا.
فالشمس في الشتاء قد تكون أكثر ضررًا مما نتوقع، حيث تتسلل أشعتها فوق البنفسجية إلى البشرة والعينين مسببة أضرارًا تراكمية على المدى الطويل.
فيما يلي تسلط بوابة الفجر الإلكترونية الضوء على أضرار أشعة الشمس في فصل الشتاء، وكيف يمكن الوقاية منها للحفاظ على صحة الجلد والعينين خلال الأشهر الباردة.
أولًا: خداع برودة الجو وتأثير الأشعة فوق البنفسجية
في فصل الشتاء، يشعر الإنسان بالبرد الشديد فيميل إلى الجلوس في الشمس للحصول على الدفء، لكنه يغفل عن أن الأشعة فوق البنفسجية (UV) لا تقل قوة في هذا الفصل، بل قد تكون أكثر خطورة بسبب انعكاسها على الأسطح الفاتحة مثل الثلوج والرمال والماء.
وقد أكدت الدراسات أن التعرض المفرط لهذه الأشعة يسبب شيخوخة مبكرة للبشرة، وظهور التجاعيد والبقع الداكنة، فضلًا عن زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الجلد مع مرور الوقت.
ثانيًا: تأثير أشعة الشمس على البشرة في الشتاء
رغم أن البرودة تقلل من الإحساس بحرارة الشمس، إلا أن الجلد يظل معرضًا للحروق والجفاف من أبرز أضرار أشعة الشمس على البشرة في الشتاء:
- الاحمرار والتقشير: نتيجة التعرض لأشعة UV دون استخدام واقٍ شمسي.
- جفاف البشرة وتشققها: بسبب الجمع بين أشعة الشمس والهواء البارد، ما يؤدي لفقدان الرطوبة الطبيعية.
- البقع والتصبغات: تظهر بشكل أوضح على البشرة الفاتحة نتيجة تلف الخلايا الميلانينية.
- الشيخوخة المبكرة: الأشعة فوق البنفسجية تدمر الكولاجين والإيلاستين، ما يؤدي إلى فقدان مرونة الجلد.
ثالثًا: تأثير الشمس على العينين في الشتاء
العين من أكثر الأعضاء حساسية تجاه الأشعة فوق البنفسجية، ويغفل كثيرون عن ضرورة حمايتها في الأيام الغائمة.
تشمل الأضرار الشائعة:
- التهاب القرنية الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية (Photokeratitis): يشبه حروق الشمس لكنه يصيب العين.
- إعتام عدسة العين (المياه البيضاء): التعرض المتكرر للأشعة الضارة يسرّع حدوثه.
- إجهاد العين والحساسية للضوء: بسبب انعكاس الشمس على الأسطح البيضاء مثل الثلج أو الرمال.
رابعًا: نصائح فعالة للوقاية من أضرار الشمس في الشتاء
للحد من التأثيرات الضارة لأشعة الشمس في فصل الشتاء، ينصح الأطباء باتباع الإرشادات التالية:
- استخدام واقي شمس يوميًا بمعامل حماية (SPF 30) على الأقل، حتى في الأيام الغائمة.
- ترطيب البشرة بانتظام للحفاظ على نعومتها وحمايتها من الجفاف.
- ارتداء نظارات شمسية مزودة بعدسات تحجب الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 100%.
- تغطية البشرة قدر الإمكان بقبعة أو وشاح أثناء الخروج في النهار.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة، خصوصًا في فترة الظهيرة.
خامسًا: أهمية التوعية بخطورة أشعة الشمس الشتوية
الوعي العام بأضرار الشمس في الشتاء لا يزال ضعيفًا مقارنة بفصل الصيف، ما يجعل حملات التوعية ضرورة ملحّة. فالبشرة تتعرض في هذا الفصل لمزيج من العوامل المجهدة كالجفاف والبرودة وأشعة الشمس، مما يضاعف الحاجة إلى العناية والوقاية اليومية.
أشعة الشمس في فصل الشتاء سلاح ذو حدين
تعد أشعة الشمس في فصل الشتاء سلاحًا ذا حدين؛ فهي مصدر للدفء والطاقة، لكنها تحمل في طياتها مخاطر لا تُرى بالعين المجردة.
والوقاية منها لا تتطلب مجهودًا كبيرًا، بل وعيًا مستمرًا واستخدامًا يوميًا لوسائل الحماية المناسبة.
تذكّر أن حماية بشرتك وعينيك في الشتاء ليست رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على نضارة وجهك وصحة نظرك على المدى الطويل.
