" كنوز المنيا بين تل العمارنة والآشمونين بعد افتتاح المتحف المصري الكبير"

محافظات

آثار تل العمارنة
آثار تل العمارنة

بين عبق التاريخ ووهج الحضارة الحديثة تفتح مصر صفحات جديدة من ماضيها الخالد بعد افتتاح المتحف المصري الكبير الذي أعاد تسليط الضوء على كنوز الجنوب وأسرار الفراعنة.

 

 

 

 وفي قلب محافظة المنيا حيث لا تزال الرمال تحتفظ بآثار رسائل السماء وحكايات الملوك، تبرز مدينتا تل العمارنة والأشمونين كوجهتين أثريتين تكشفان عن جانب فريد من التحولات الدينية والفكرية في مصر القديمة.
 

 

 


المتحف المصري الكبير يعيد الأنظار إلى قلب صعيد مصر.


هذا الافتتاح الكبير أعاد الاهتمام بآثار المنيا بوصفها امتدادًا طبيعيًا للمقتنيات المعروضة داخل المتحف المصري الكبير، التي تحكي قصة تطور الإنسان المصري وفكره منذ آلاف السنين.


 

تل العمارنة.. عاصمة التوحيد في عهد إخناتون

 

يقع تل العمارنة، أو كما كان يُعرف باسم أخيت آتون (Akhet-Aton)، ضمن نطاق مركز دير مواس بمحافظة المنيا.
أسّسه الفرعون إخناتون ليكون عاصمة جديدة لمصر بعيدًا عن طيبة، في إطار ثورته الدينية التي دعا فيها لعبادة الإله الواحد آتون، إله الشمس والنور والحياة.
يضم الموقع بقايا القصر الملكي، ومعبدي آتون الشمالي والجنوبي، إلى جانب مقابر منحوتة بدقة توثق جوانب من حياة إخناتون وزوجته الملكة نفرتيتي، وتُظهر تفاصيل الحياة اليومية والدينية في تلك الحقبة الثورية من تاريخ مصر.

 

تُعد تل العمارنة من المواقع الفريدة في العالم لأنها المدينة المصرية الوحيدة التي ما زالت حدودها الأصلية واضحة، ويواصل علماء الآثار التنقيب فيها للكشف أسرار عاصمة التوحيد الأولى.


 

 الأشمونين.. مدينة الحكمة ومعابد الإله تحوت

على الضفة الغربية للنيل تقع الأشمونين، أو Hermopolis Magna، التي كانت تُعرف في المصرية القديمة باسم خمنو (Khmun) أي "مدينة الثمانية".
كانت مركزًا لعبادة الإله تحوت – إله الحكمة والكتابة والمعرفة – الذي مثّل العقل والمنطق في الفكر المصري القديم.


تضم المنطقة بقايا معابد ضخمة من الدولة الحديثة والعصرين البطلمي والروماني، إلى جانب نقوش وتماثيل تروي تطور الفكر الديني المصري وكيف ربط الإنسان القديم بين العلم والإيمان.

 

تُعد الأشمونين من أهم المواقع الأثرية في المنيا، حيث تجسّد فكرة أن المعرفة كانت جزءًا أصيلًا من العقيدة المصرية وهو ما جعلها تُعرف في العصور اليونانية باسم "مدينة هيرمس العظيم" نظرًا لتشابه تحوت مع الإله اليوناني هيرمس.


 

 

 المتحف المصري الكبير.. مرآة تُعيد إحياء تاريخ المنيا

ومع افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يضم قطعًا نادرة من مختلف عصور التاريخ المصري، يعود الاهتمام بالكنوز الحقيقية المنتشرة في محافظات الصعيد، وعلى رأسها المنيا.
فهنا في تل العمارنة والأشمونين تتجلى مراحل تطور الفكر المصري من التوحيد الديني إلى تقديس الحكمة والمعرفة.
إنها رحلة لا تنتهي بين جدران المتحف وصخور المنيا، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في لوحة واحدة من المجد الإنساني.

 

 

 


من عاصمة إخناتون إلى معابد الإله تحوت، تظل المنيا شاهدًا على عبقرية المصري القديم، ومع افتتاح

 

 تتجدد دعوة اكتشاف أرضٍ لا تزال تنبض بالحضارة.