أُمسية بدت في أبهى حُلَّة أمام عالم يشاهد

"الإعلام الرسمي".. نواقل الصورة المصرية للحدث الرئيس "ليلة افتتاح المتحف المصري الكبير"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

في أمسية استثنائية من أمسيات التاريخ، شهدت مصر والعالم مساء السبت 1 نوفمبر 2025 الحدث الأبرز في القرن الحادي والعشرين، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي تحول إلى أيقونة حضارية جديدة تعكس عظمة الدولة المصرية وقدرتها التنظيمية والإعلامية الفائقة. لم يكن الافتتاح مجرد احتفالية ثقافية، بل كان عرضًا متكاملًا لقدرة الإعلام الرسمي المصري على توثيق ونقل صورة الوطن في أبهى صورها، أمام أعين الملايين داخل مصر وخارجها.

جاءت الليلة زاخرة بالرموز، تبدأ من تصميم المكان الذي يجاور أهرامات الجيزة، وصولًا إلى الأداء الفني والتقني المذهل الذي نقلته القنوات المصرية بعدساتها عالية الجودة، ليشاهد العالم مصر وهي تكتب فصلًا جديدًا من فصول مجدها الحضاري. ومع الإعلان الرسمي عن إجازة عامة لتتيح للمواطنين متابعة البث المباشر، تحولت الشاشات إلى نوافذ حضارية تنقل للعالم “وجه مصر الحقيقي” – بلد التاريخ والحاضر والقدرة على الإبهار.

كلمة الرئيس.. افتتاحية الحدث العظيم

في ليلة حملت من البهاء ما يليق بعظمة التاريخ المصري، شهد العالم مساء السبت 1 نوفمبر 2025 افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الثقافي الأبرز في القرن الحادي والعشرين. وقد جاءت كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتكون بمثابة عنوان لهذه اللحظة التاريخية، إذ امتزج فيها الفخر بالحضارة المصرية مع رؤية مستقبلية تليق بدولة تستعيد مكانتها الحضارية بثقة واعتزاز.

<strong>كلمة الرئيس.. افتتاحية الحدث العظيم</strong>
كلمة الرئيس.. افتتاحية الحدث العظيم

في حضور السيدة انتصار السيسي قرينة السيد رئيس الجمهورية، وأكثر من ثمانين وفدًا دوليًا يمثلون القارات الخمس، ألقى الرئيس كلمته في احتفالية عالمية امتدت بين الفنون والرموز، بدأت بعرض موسيقي بعنوان "العالم يعزف لحنًا واحدًا"، أعقبه عرض "الليزر والدرونز" الذي أوضح نظرية حزام أوريون وعلاقة تصميم المتحف بالأهرامات، ثم عرض استعراضي حمل عنوان "رحلة سلام في أرض السلام"، واختُتم بمشهد درونز يظهر عبارة: "الحضارات تزدهر وقت السلام".

وفي تلك الأجواء المهيبة، جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعبر عن روح مصر، وتعيد إلى الأذهان فلسفة البناء والسلام التي قامت عليها الحضارة المصرية منذ آلاف السنين.

نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في افتتاح المتحف المصري الكبير

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
السيدات والسادة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي..
ضيوف مصر الكرام..
الشعب المصري العظيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستهل كلمتي، بالترحيب بحضراتكم على أرض مصر.. أقدم دولة عرفها التاريخ..
هنا؛ حيث خطت الحضارة أول حروفها.. وشهدت الدنيا ميلاد الفن والفكر والكتابة والعقيدة.

لقد ألهمت مصر القديمة، شعوب الأرض قاطبة.. ومن ضفاف النيل، انطلقت أنوار الحكمة.. لتضيء طريق الحضارة والتقدم الإنساني.. معلنة أن صروح الحضارة تبنى في أوقات السلام.. وتنتشر بروح التعاون بين الشعوب.

واليوم؛ ونحن نحتفل معًا بافتتاح المتحف المصري الكبير.. نكتب فصلًا جديدًا من تاريخ الحاضر والمستقبل في قصة هذا الوطن العريق.. فهذا أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.. حضارة مصر التي لا ينقضي بهاؤها.

هذا الصرح العظيم، ليس مجرد مكان لحفظ الآثار النفيسة.. بل هو شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري الذي شيد الأهرام، ونقش على الجدران سيرة الخلود.. شهادة تروي للأجيال قصة وطن ضربت جذوره في عمق التاريخ الإنساني.. ولا تزال فروعه تظلل حاضره ليستمر عطاؤه في خدمة الإنسانية.

الحضور الكريم،
إن هذا الإنجاز الذي نشرف جميعًا بافتتاحه اليوم جاء نتيجة تعاون دولي واسع مع عدد من الشركات والمؤسسات العالمية، ولا ننسى الدعم الكبير الذي قدمته دولة اليابان الصديقة لصالح هذا المشروع الحضاري العملاق.

كما أعرب عن تقديري للجهد المخلص الذي بذله أبناؤنا – من مسئولين ومهندسين وباحثين وأثريين وفنيين وعمال – لتحقيق هذه المهمة التاريخية العظيمة.

السيدات والسادة،
إن المتحف المصري الكبير صورة مجسمة تنم عن مسيرة شعب سكن أرض النيل منذ فجر التاريخ، فكان ولا يزال الإنسان المصري دءوبًا، صبورًا، كريمًا، بناءً للحضارات، صانعًا للمجد، معتزًا بوطنه، حاملًا راية المعرفة، ورسولًا دائمًا للسلام.

وظلت مصر على امتداد الزمان واحةً للاستقرار، وبوتقةً للثقافات المتنوعة، وراعيةً للتراث الإنساني.

وفي ختام كلمتي،
أجدد الترحيب بكم في بلدكم الثاني، مصر.. بلد الحضارة والتاريخ.. بلد السلام والمحبة.

وأدعوكم إلى الاستمتاع بهذه الاحتفالية، وأن تجعلوا من هذا المتحف منبرًا للحوار، ومقصدًا للمعرفة، وملتقى للإنسانية، ومنارة لكل من يحب الحياة ويؤمن بقيمة الإنسان.

تحيا مصر.. وتحيا الإنسانية.

شكرًا لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإعلام الرسمي.. عنوان الثقة في نقل الحدث

أثبت الإعلام المصري الرسمي أنه الذراع الوطنية التي تعكس نبض الدولة في لحظاتها الفارقة، حيث تولت القناة الأولى المصرية وقناة إكسترا نيوز والقاهرة الإخبارية والقناة الوثائقية وقناة الحياة، مهمة نقل الافتتاح التاريخي لحظة بلحظة. امتاز البث بتقنيات HD فائقة الجودة، وتغطية متعددة الزوايا، ومراسلين ميدانيين من داخل وخارج المتحف، إلى جانب استوديوهات تحليلية متخصصة تابعت الحدث من المنظور الثقافي والفني والسياسي.

وأعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن إتاحة البث مجانًا لكل الشبكات الدولية، في خطوة تُجسد الثقة في المنتج الإعلامي المصري وقدرته على المنافسة عالميًا. هذا التكامل في الأداء لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لتطوير منظومة الإعلام الرسمي خلال السنوات الأخيرة، التي جعلت من الإعلام المصري نموذجًا في إدارة الصورة الوطنية أثناء الأحداث الكبرى.

بوابة دار الهلال | الأردنيون يشاركون الجالية المصرية الاحتفال بافتتاح المتحف الكبير بصور فرعونية مبتكرة بالذكاء الاصطناعي
تكنولوجيا الصورة... وإبهار الشاشة

تكنولوجيا الصورة... وإبهار الشاشة

جاء الإخراج البصري للحدث ليُبرز المعنى الحقيقي لـ “القوة الناعمة المصرية”. فالإضاءة المتدرجة التي غمرت واجهة المتحف، واللقطات الجوية التي بثّتها كاميرات الدرونز، والموسيقى التصويرية التي رافقت عروض الافتتاح، كلها صُنعت بعناية لتخلق حالة وجدانية متكاملة لدى المشاهد. وقد استخدمت القنوات الرسمية أنظمة تصوير ثلاثية الأبعاد وتقنيات الواقع المعزز (AR) لعرض القطع الأثرية النادرة بطريقة مبتكرة تمزج بين الماضي والحاضر.

حظيت فقرة النجمة شريهان بمتابعة عالمية واسعة
حظيت فقرة النجمة شريهان بمتابعة عالمية واسعة

كما حظيت فقرة النجمة شريهان بمتابعة عالمية واسعة، إذ بثت القنوات الرسمية أداؤها الاستعراضي التاريخي بتقنيات صوتية وبصرية عالية المستوى، لتتحول تلك اللحظة إلى “ترند عالمي” على منصات التواصل. بهذا الأداء، برهنت القنوات المصرية أن الإبهار الفني لا ينفصل عن الإتقان الإعلامي، وأن صناعة الصورة يمكن أن تكون أداة لتجسيد الهوية الوطنية بأقصى درجات الاحتراف.

الرسالة الحضارية والإعلامية الموحدة

اتسمت التغطية الإعلامية بتنسيق دقيق بين مختلف القنوات، حيث التزمت جميعها بخطاب واحد يبرز وحدة الرسالة الإعلامية المصرية في مواجهة العالم. لم تكتف القنوات بنقل الحدث، بل قدّمت محتوى تحليليًا يشرح أهمية المتحف كمشروع وطني وثقافي وإنساني. ظهرت التعليقات المرافقة للصور والنقل المباشر بلغة راقية تجمع بين المعلومة والدلالة الحضارية، مما منح المشاهد تجربة بصرية ومعرفية متكاملة.

كما تمت الاستعانة بعدد من المراسلين الأجانب وشخصيات ثقافية دولية في تغطية الحدث، ليُبث الافتتاح بعدة لغات، من بينها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، مما وسّع نطاق الوصول الإعلامي للعالم بأسره. وبهذا، لم يكن الإعلام ناقلًا فحسب، بل كان شريكًا في صناعة الصورة العالمية لمصر، يؤكد أن الإعلام المصري أصبح فاعلًا رئيسيًا في الدبلوماسية الثقافية الحديثة.د

مصر تنقل حفل افتتاح المتحف الكبير بثلاث لغات.. والإذاعة تبثه بـ23 لغة | صحيفة الخليج

حدث يليق بمكانة مصر... ورسالة إلى العالم

لم يكن افتتاح المتحف المصري الكبير حدثًا عابرًا، بل محطة فارقة تعكس عظمة مصر في فنون التنظيم والإخراج والبث الإعلامي. فقد قدمت القنوات الرسمية نموذجًا راقيًا في كيفية نقل الحدث الوطني كعمل فني متكامل يليق بتاريخ البلاد وحضارتها. لقد جمعت مصر بين الإرث التاريخي والتطور التكنولوجي، وبين روح الفراعنة وحداثة القرن الحادي والعشرين.

وفي ختام الليلة، بدا واضحًا أن الصورة التي نقلها الإعلام المصري للعالم كانت صورة الثقة والريادة، وأن المتحف المصري الكبير لم يفتح أبوابه فقط للزوار، بل فتح معها فصلًا جديدًا من تاريخ الإعلام الوطني القادر على أن يكون في قلب الحدث ومصدره الأول.