موكب رقمي للمتحف المصري الكبير.. كيف احتفى المصريون بالافتتاح على طريقتهم الخاصة؟
لم يكن الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير محصورًا في شوارع القاهرة أو حول هضبة الأهرامات فقط؛ هذه المرة، امتد الاحتفال ليولد عالمًا افتراضيًا موازٍ، صنعه ملايين المصريين على هواتفهم الذكية، ليصبح الحدث موكبًا رقميًا يمتد عبر الفضاء الإلكتروني، لا تقل روعة صوره عن الموكب الذهبي الذي أبهر العالم قبل سنوات.
فبينما تضيء القاهرة ليلها احتفالًا بالافتتاح، كانت الشاشات تشتعل بصور لملوك وملكات وعمّال ومهندسي الحضارة المصرية القديمة، في نسخة حديثة أعاد المصريون إنتاجها بطريقتهم، مُشكّلين حالة احتفاء شعبية لا تشبه أي احتفال آخر.
تحتمس وحتشبسوت يعودان… ولكن عبر كاميرا الهاتف
تكفي ضغطة زر واحدة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي ليظهر المستخدم بملامح ملك فرعوني، أو بملابس الطقوس الجنائزية، أو في وضعية نحت الجرانيت كما كان يفعل الأجداد.
هذا المشهد لم يقتصر على المؤثرين أو الفنانين، بل ظهر في كل مكان:
- موظف في طريقه إلى العمل
- طالبة تلتقط صورة على السلم
- شاب يجلس على مقهى
- أم تلتقط صورة لطفلها الصغير في هيئة «توت عنخ آمون»
أصبح الجميع جزءًا من سيمفونية بصرية تُعيد تخيّل أنفسهم وسط حضارة أقدم من التاريخ نفسه.
وبينما يحذر بعض الخبراء من الجانب الخفي لهذه التطبيقات، فإن حالة البهجة العامة غلبت المشهد، وتحولت الصور إلى وسيلة فنية للاحتفال، وإلى «جسر» يصل الماضي بالحاضر في لحظة ثقافية استثنائية.
من القاهرة إلى مواقع التواصل.. «عرس شعبي» يتشكّل تلقائيًا
لم يقتصر الاحتفاء على العالم الرقمي فقط، بل امتد إلى الشوارع المحيطة بالمتحف المصري الكبير، حيث توافدت مجموعات من المواطنين لالتقاط الصور أمام الواجهة الزجاجية الضخمة، ومتابعة تجهيزات الافتتاح، وكأنهم جزء من العرض العالمي المرتقب.
وفي وصف نشره العديد من المدونين، بدا المشهد أشبه بـ «عرس شعبي» يشارك فيه الجميع:
- أطفال يرتدون تيجانًا ذهبية
- شباب يرفعون أعلام مصر
- أسر يتجولون ويلتقطون الصور أمام المسلة المعلقة
- احتفالات تلقائية بالأغاني الوطنية
- هتافات «تحيا مصر» تتردد من حين لآخر
هذا التفاعل الشعبي حمل رسالة فخر واضحة: المتحف ليس مجرد مبنى جديد، بل هو حكاية المصريين مع حضارتهم التي لا تنتهي.
سوشيال ميديا مُشتعلة.. صور وهاشتاجات تتصدر منصات العالم
تزامن الموكب الرقمي مع تصدّر 5 وسوم رئيسية على منصة «X»، مثل:
#GEM
#المتحف_المصري_الكبير
#مصر_بتفرح_والعالم_بيتفرج
#افتتاح_أسطوري
لتصبح مصر حديث العالم في الساعات التي سبقت الافتتاح الرسمي.
وانتشرت آلاف الصور التي تُظهر المصريين في هيئة ملوك وملكات، ما بين حتشبسوت نفرتيتي، ورمسيس وتحتمس، في مشهد جماعي يعيد قراءة الهوية المصرية بطريقة عصرية.
احتفال شعبي لم تدعمه حملة رسمية… لكنه نجح لأنه خرج من الناس
اللافت أن هذا الشكل من الاحتفال لم يكن جزءًا من حملة حكومية أو دعائية، بل جاء تلقائيًا من المصريين أنفسهم، الذين وجدوا في لحظة افتتاح المتحف الكبير فرصة لإحياء علاقة عاطفية مع أجدادهم القدماء.
وصف أحد المستخدمين على «فيسبوك» الموكب الرقمي بأنه: «ثورة حب للماضي.. واحتفال بالحاضر»
بينما كتب آخر: «من يوم ما عرفنا الخبر.. كل واحد فينا بقى ملك!»
