عقوبات محتملة على إيطاليا بسبب النشيد الإسرائيلي

يواجه «الاتحاد الإيطالي لكرة القدم» عقوبة محتملة من «الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)» بعد حادثة وُصفت بأنها غير مسبوقة، خلال المباراة التي جمعت إيطاليا بمنتخب إسرائيل ضمن التصفيات المؤهلة إلى «كأس العالم 2026»، والتي انتهت بفوز المنتخب الإيطالي 3 - 0 على ملعب «فريولي» بمدينة أوديني.
وخلال عزف النشيد الوطني الإسرائيلي قبيل انطلاق اللقاء، أطلق عدد كبير من الجماهير الإيطالية صافرات استهجان مدوية. ووفق صحيفة «ماركا» الإسبانية، فإن إسرائيل تقدمت بشكوى رسمية إلى «فيفا» متهمة الجماهير الإيطالية بالتحريض والإساءة، مشيرة إلى أن لاعبيها تعرضوا أيضًا للشتائم والهتافات العدائية خلال المباراة، كما رُفعت في المدرجات لافتات تحمل عبارات سياسية مناهضة لإسرائيل كتب عليها: «توقفوا».
ووفقًا لما نشرته صحيفة «موندو ديبورتيفو»، فإن «الاتحاد الإيطالي» بات مهددًا بعقوبات تأديبية بموجب «المادة 14» من القانون الانضباطي لـ«فيفا»، التي تنص على أن الاتحادات الأعضاء والأندية المستضيفة تتحمل المسؤولية الكاملة عن النظام والأمن داخل الملاعب ومحيطها قبل وخلال وبعد المباريات، كما تُحمّل المادة نفسها هذه الجهات مسؤولية أي تصرفات غير لائقة تصدر عن جماهيرها ما لم تتمكن من إثبات عدم وجود تقصير في التنظيم أو الرقابة.
ويشير «البند (ج)» من المادة ذاتها تحديدًا إلى «إثارة الاضطرابات خلال عزف الأناشيد الوطنية»، وهو ما ينطبق على الحادثة التي شهدتها مباراة إيطاليا وإسرائيل. ويرى خبراء القانون الرياضي، وفق الصحيفة، أن «فيفا» قد تفرض غرامة مالية على «الاتحاد الإيطالي» أو إغلاقًا جزئيًا لمدرجات ملعب «فريولي» في المباريات المقبلة في حال ثبوت مسؤوليته عن هذه الأحداث.
كما نقلت وسائل إعلام إيطالية أن الاشتباكات التي اندلعت قبل المباراة بين قوات الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين في وسط مدينة أوديني قد زادت من توتر الأجواء قبل اللقاء. وذكرت أن المظاهرات كانت سلمية في بدايتها، لكنها تحولت إلى مواجهات محدودة دفعت بقوات الأمن إلى التدخل لتفريق الحشود.
ورغم أن «فيفا» لا يملك صلاحية مباشرة لمعاقبة السلطات المحلية على الأحداث التي وقعت خارج نطاق الملعب، فإن مراقبين يرون أن المنظمة الدولية قد تأخذ في الحسبان مجمل السياق المحيط بالمباراة عند تقييمها الحادثة.
وتأتي هذه الواقعة في وقت بالغ الحساسية على الساحتين الرياضية والسياسية، حيث تزداد حالات تداخل الرياضة بالسياسة في الملاعب الأوروبية، خصوصًا في ظل الحرب بالشرق الأوسط؛ مما يجعل «الاتحاد الدولي» أمام اختبار جديد بشأن مدى قدرته على فرض الحياد والانضباط في المنافسات الدولية.
وتابعت «الغارديان» أنه من المنتظر أن يصدر «فيفا» قراره الرسمي خلال الأيام المقبلة بعد مراجعة التقارير الأمنية وملاحظات مراقب المباراة، وسط توقعات بأن تكون العقوبة تحذيرًا شديد اللهجة لـ«الاتحاد الإيطالي» لتفادي تكرار مثل هذه السلوكيات.