كيفية التعامل مع بكاء المولود في الأيام الأولى.. لغة لا تُفهم بالكلمات

يُعد بكاء المولود من أكثر الأمور التي تُربك الأمهات في الأيام الأولى بعد الولادة خصوصًا للأم الجديدة التي قد تشعر بالقلق والخوف من عدم قدرتها على فهم سبب بكاء طفلها.
لكن الحقيقة أن البكاء هو اللغة الأولى التي يستخدمها الطفل للتعبير عن احتياجاته وهو جزء طبيعي من نموه وتواصله مع العالم من حوله.
البكاء وسيلة تواصل وليست علامة خطر
من الطبيعي أن يبكي المولود عدة مرات يوميًا فقد يكون جائعًا، أو يشعر بالبلل، أو يريد النوم، أو يعاني من مغص بسيط.
ويبدأ دور الأم في هذه اللحظات بمحاولة فهم ما يحاول طفلها قوله من خلال نبرة بكائه ومدته وتوقيته.
فالبكاء المتقطع الهادئ عادة ما يشير إلى الجوع أو الحاجة للحنان، أما البكاء العالي الحاد فيمكن أن يدل على ألم أو انزعاج.

الأسباب الشائعة لبكاء المولود
- الجوع: أكثر أسباب البكاء شيوعًا، خاصة في الأسابيع الأولى حيث يحتاج الطفل إلى الرضاعة كل ساعتين تقريبًا.
- البلل أو الاتساخ: الحفاض المبلل أو المتسخ يسبب انزعاجًا كبيرًا للطفل.
- المغص والغازات: تصيب المولود في الأشهر الأولى، ويمكن تهدئته بتدليك لطيف للبطن أو حمله في وضع مستقيم بعد الرضاعة.
- النعاس أو الإرهاق: قد يبكي الطفل عندما لا يستطيع النوم رغم حاجته إليه.
- الحرارة أو البرودة الزائدة: يحتاج الطفل إلى درجة حرارة معتدلة، فلا يُغطى كثيرًا ولا يُترك معرضًا للبرد.
- الحاجة إلى الاحتضان: في كثير من الأحيان، يكون البكاء مجرد طلب للحب والدفء بين ذراعي الأم.
كيف يمكن تهدئة المولود؟
هناك عدة طرق فعّالة يمكن للأم تجربتها لتهدئة رضيعها، منها:
- حمل الطفل برفق والتأرجح به قليلًا لإشعاره بالأمان.
- استخدام الصوت الهادئ أو الغناء الخفيف لطمأنته.
- لف الطفل ببطانية قطنية بطريقة مريحة (التقميط) دون تقييد حركته.
- تقديم الرضاعة إذا مر وقت طويل منذ آخر تغذية.
- تشغيل صوت خفيف يشبه ضوضاء الرحم، مثل صوت المكنسة أو المروحة، فهو يمنح الطفل شعورًا بالراحة.
متى يصبح البكاء مقلقًا؟
على الرغم من أن البكاء طبيعي، إلا أن هناك علامات تستدعي زيارة الطبيب فورًا، مثل:
- استمرار البكاء لفترات طويلة دون توقف رغم المحاولات للتهدئة.
- ارتفاع درجة حرارة الطفل أو صعوبة في التنفس أثناء البكاء.
- ضعف الرضاعة أو فقدان الشهية.
- تغير لون الجلد إلى الشحوب أو الزرقة.
في هذه الحالات قد يكون البكاء إشارة إلى مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم فوري من الطبيب.
الدعم النفسي للأم والعناية بالمولود
من المهم أن تدرك الأم أن بكاء الطفل لا يعني فشلها في العناية به، بل هو جزء من التواصل الطبيعي في هذه المرحلة.
كثير من الأمهات يشعرن بالإرهاق أو البكاء مع الطفل وهو أمر طبيعي تمامًا.
ينصح الخبراء بأن تأخذ الأم قسطًا من الراحة عندما تستطيع، وألا تتردد في طلب المساعدة من الأسرة عند الحاجة.
بكاء المولود ليس لغزًا صعب الحل بل هو الطريقة الوحيدة التي يعرف بها العالم أنه موجود ويحتاج إلى الحنان والرعاية.
ومع مرور الأيام تبدأ الأم في فهم أن كل نغمة بكاء تحمل رسالة مختلفة، وأن التواصل مع طفلها لا يحتاج إلى كلمات بل إلى قلبٍ يصغي ويحتضن.