العناية بالأم بعد الولادة... رحلة استعادة التوازن الجسدي والنفسي
العناية بالأم بعد الولادة... رحلة استعادة التوازن الجسدي والنفسي

بعد انتهاء مرحلة الحمل والولادة، تبدأ الأم رحلة جديدة لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي مرحلة التعافي بعد الولادة.
فبين مسؤوليات الرضاعة والعناية بالمولود تحتاج المرأة إلى الاهتمام بصحتها الجسدية والنفسية لاستعادة عافيتها تدريجيًا خاصة في الأسابيع الأولى التي تُعد الأهم في عملية التعافي.
التعافي الجسدي وقت تحتاج فيه الأم إلى الصبر
يشير الأطباء إلى أن الجسم بعد الولادة يمر بعدة تغيرات هرمونية وفسيولوجية، تتطلب الراحة والتغذية الجيدة.
فخلال الأيام الأولى قد تعاني الأم من آلام في منطقة البطن أو الظهر نتيجة تقلصات الرحم التي تعيده إلى حجمه الطبيعي، إضافة إلى نزيف ما بعد الولادة الذي يستمر عادةً من أسبوعين إلى ستة أسابيع.
وينصح الأطباء بعدم القيام بأي مجهود بدني كبير، خاصة في حالة الولادة القيصرية، والالتزام بالراحة والنوم الكافي قدر الإمكان.

التغذية بعد الولادة أساس الشفاء وإنتاج الحليب
يُعد النظام الغذائي المتوازن من أهم عوامل التعافي.
ينصح الأطباء بتناول وجبات تحتوي على:
- البروتينات مثل اللحوم البيضاء والبيض والبقوليات لإصلاح الأنسجة.
- الخضروات والفواكه لتزويد الجسم بالفيتامينات والمعادن.
- الماء والسوائل الدافئة لتحفيز إدرار الحليب وتعويض السوائل المفقودة.
- الحبوب الكاملة كمصدر للطاقة والألياف لتحسين الهضم.
كما يُنصح بتجنب الأطعمة الدسمة أو المقلية والمشروبات الغازية التي قد تؤثر على صحة الأم وجودة الحليب.
الصحة النفسية بعد الولادة
لا تقتصر اعناية بالأم على الجسد فقط، فالكثير من النساء يواجهن ما يُعرف بـ “اكتئاب ما بعد الولادة”، وهو اضطراب نفسي مؤقت ناتج عن التغيرات الهرمونية والإرهاق وقلة النوم.
ومن أبرز أعراضه الشعور بالحزن، فقدان الرغبة في الأكل أو النوم، والعصبية الزائدة.
وينصح الأطباء بضرورة طلب الدعم النفسي من الأسرة أو المختصين، وعدم إخفاء هذه المشاعر أو تجاهلها، لأن العلاج المبكر يساعد في التعافي بشكل أسرع.
النظافة الشخصية والعناية بالجروح
في حالة الولادة الطبيعية، يجب العناية بنظافة منطقة العجان واستخدام المطهرات التي يصفها الطبيب لتجنب العدوى.
أما في الولادة القيصرية، فيُنصح بتنظيف الجرح برفق، وتجنب حمل الأشياء الثقيلة حتى يلتئم تمامًا.
النوم والراحة
النوم المتقطع بسبب الرضاعة قد يرهق الأم، لذا يُنصح بأن تنام الأم عندما ينام طفلها، حتى لو لفترات قصيرة متفرقة.
كما يجب أن يُشارك الزوج أو أحد أفراد العائلة في رعاية الطفل لمنح الأم فترات من الراحة.