الزيجة فى المسيحية... رباط مقدس على أساس شريعة الزوج والزوجة الواحدة
تُولي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سر الزيجة مكانة خاصة، إذ تعتبره رباطًا مقدسًا وإكليلًا للعفة والطهارة، يجمع بين رجل وامرأة في شراكة روحية وإنسانية تدوم مدى الحياة، ويأتى سر الزواج فى الترتيب بين أسرار الكنيسة السبعة، التى تشمل: المعمودية، الميرون، التناول، التوبة والاعتراف، مسحة المرضى، الزيجة، وأخيرا الكهنوت، ما يعكس أهميته ودوره الجوهرى فى حياة المؤمنين، وتوكد الكنيسة عبر تاريخها على مبدأ " الزوج الواحد والزوجة الواحدة " كأساس للزيجة المسيحية، انطلاقا من تعاليم الانجيل المقدس، وخاصة ما ورد فى رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل كورنثوس،حيث يظهر الزواج كعهد إلهى لا ينفض مبنى على المحبة والالتزام والطهاره يستمر حتى نهاية العمر، ويظل هذا السر من الركائز الاساسية فى العقيدة المسيحية، إذ لا ينظر إليه كمجرد عقد اجتماعى، بل كنعمة إلهية تقدس العلاقة بين الزوجين وتحول البيت المسيحى إلى كنيسة صغيرة.
ولا تعترف الكنائس بتعدد الزوجات طبقا للشريعة المسيحية، وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قاومت تلك العادة في العصور الأولى للمسيحية حينما بدأت تنتشر في مصر تقليدا للمسلمين وعرفت بعادة "التسري"، ووقف أمام هذا الوضع عدد من بطاركة الكنيسة من ضمنهم البابا ابرام ابن زرعة البطريرك الثانى والستين للكنيسة الارثوذكسية والذى توفى مسموما على يد احد وجهاء الاقباط بسبب رفض البابا لتعدد الزوجات، فكما أنه لا يمكن أن يكون للشخص سوى أب واحد، وأم واحدة، كذلك لا يمكن أن تكون له سوى زوجة واحدة في المسيحية. وهكذا تحدث السيد المسيح عن الثلاثة بالمفرد الأب والأم والزوجة.
وقال القس موسى موسى كاهن كنيسة رؤساء الملائكة الجليل ميخائيل بالظاهر فى تصريحات له "للفجر" رد على سؤال هل منع السيد المسيح تعدد الزوجات ؟ هكذا كان منذ البدء، اثنان ذكرًا وأنثى، حيث استاند بكتاب البابا الراحل شنودة الثالث "شريعة الزوجة الواحدة "،وعندما أتي الكتبة والفريسيون يسألون السيد المسيح عن الطلاق ليجربوه، قال لهم "إن موسي من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم، ولكن من البدء لم يكن هكذا"،يفهم من هذا ضمنًا أن السيد المسيح يهمه أن ترجع الأمور إلي ما كانت عليه منذ البدء. إن النظام الذي وضعه الله للبشرية "منذ البدء لم يكن هكذا" لأن النظام الذي وضعه الله للبشرية منذ البدء. كان هو النظام الصالح فما الذي كان منذ البدء؟ قال لهم كما جاء بالانجيل "أما قرأتم آن الذي خلق، من البدء خلقهما ذكر وأنثي". وقال "من يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون اثنين جسدًا وأحدًا؟ إذن ليس بعد أثنين بل جسدًا واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" هذا إذن هو الزواج المسيحي، اثنان فقط ذكر وأنثى، يجمعهما الله، في وحدة عجيبة لا يصبحان فيها اثنين بل واحد، ولا يستطيع إنسان أن يفرقهما
واشار "موسى" فكرة أن يقوم الزوج بين اثنين فقط، وأن تكون للرجل امرأة واحدة لا غير، ليست هي إذن فكرة جديدة أتت بها المسيحية، وإنما هي الوضع الأصلي للنظام الإلهي الذي كان منذ البدء، ذكر وانثى خلقهم، وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا وأملاوا الأرض.
وكما ذكر البابا شنودة بكتابه،لا يوجد في العهد الجديد كله، نص واحد يتحدث عن "نساء" أو "زوجات" للرجل الواحد، وإنما الكتاب يستعمل المفرد باستمرار في الحديث عن هذا الأمر، فقد شبه بولس الرسول علاقة الرجل بزوجته، بعلاقة المسيح بكنيسته الواحدة، فيقول "من يحب امرأته يحب نفسه". "وأما أنتم الأفراد، فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه" في نفس المجال أيضا يذكر الرسول الآية التي تقول: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا"
واوضح كمال زاخر الكاتب والمفكر ومؤسس التيار العلماني، لل "الفجر"، ان السيد المسيح منع تعداد الزوجات ونذكر عندما قال إنه من البدء خلقكم ذكر وانثى وهذا يترتب عليه زوجة واحدة فقد، وقال السيد المسيح فى تعليمة بالانجيل وضع رؤية اكثر انسانية واكثر مساواه للرجل والمراءه معن لكى لا يهدر حقوق اى طرف من الاطراف، وفى بداية الخليقة لاعمار الارض خلق الله ادام وحواء واحدة فقط وليست اكثر فى حين ان محتاج إعمار الارض ولكن ليس خلق اربعة حواء كانت واحده فقط، لذلك تقول تعليم السيد المسيح والانجيل زوجة واحدة لرجل واحد.
وفى نفس السياق قال القس رفعت فكرى، الأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، ورئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلى فى تصريحاته " للفجر"، ان اساس الخليقة ان الله عندما خلق الانسان الأول خلق حواء واحده لاادم واحد، سيام ان الارض كان فاضية ومحتاجة اعمار لو ربنا عايز تعدد زوجات كان خلق تلاته أو اربعة حواء، المبدء الالهى امراءة واحدة لرجل واحد، وان السيد المسيح فى تعاليمه المذكورة فى الانجيل تاكد على، الزوجة الواحدة، وجميع المجالس الكنسية متفقة على ذلك..
وقال البابا تواضروس الثانى فى عظة له مسبقة بعنوان «مفهوم الاتحاد الزيجي» وكيف نبني أسرة مسيحية مقدسة، حيث تناول الأصحاح الخامس من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس، والذي يُقرأ في صلوات الإكليل (سر الزيجة المقدس)، وأشار إلى المفهوم الرابع للاتحاد الزيجي وهو الاتحاد الاجتماعي (النفسي).
واستعرض البابا عدة أساسيات منها لكل إنسان شخصية مستقلة قادرة على التطور، ويختلف تكوين الشخصية باختلاف عوامل عدة، منها: بيئة النشأة، التربية، الوراثة، الثقافة، الظروف الحياتية لكل أسرة نشأ فيها الطرفان، التعليم، درجة إشباع الاحتياجات، الماضي، المستقبل وأحلامهم، ومكانة الخطيب أو الخطيبة في أسرته وبين إخوته له أهمية كبيرة، وأن تكون نظرة كليهما للزواج نظرة مقدسة، وقال البابا نؤمن بشريعة الزوجة الواحدة والزوج الواحد، الوعي بأن هناك خطية تُدمر الزواج، والعفة في الحواس والأفكار، والارتباط الدائم بالكنيسة، والنمط الاستهلاكي، والإرهاق البدني في العمل، وأضاف البابا يحذر الخطيبان ما يقدمه الإعلام دون هدف سليم، وأن يحذر الخطيبان مفاهيم السحر، ويحذر الخطيبان الإدمان







