الطريق إلى غزة مليء بالدموع.. ربع مليون نازح يعودون بين الرماد والخراب
الطريق إلى البيت مغطى بالرماد.. عودة أهالى غزة تُكتب بالدموع (تفاصيل مؤلمة)

عاد الفلسطينيون إلى شمال غزة، لكن المشهد لم يكن كما كان في ذاكرتهم. الشوارع التي كانت تضج بالحياة تحولت إلى أنقاض، والبيوت التي احتضنت الذكريات غطاها الرماد والغبار. ومع ذلك، اختار الآلاف أن يعودوا، حاملين في قلوبهم الأمل رغم وجع الدمار.
العودة إلى الرماد.. مشهد إنساني يفطر القلوب
شهد شارعا الرشيد وصلاح الدين في شمال غزة حركة غير مسبوقة، مع عودة أكثر من 250 ألف نازح فلسطيني إلى مناطقهم بعد أشهر من النزوح القسري، حسب ما أفادت به مصادر طبية محلية.
لكن العودة لم تكن سهلة؛ فالكثير من العائدين ساروا بين ركام منازلهم المهدمة، بحثًا عن أي شيء متبقٍ من حياتهم السابقة — صورة، قطعة أثاث، أو حتى باب منزل.
يقول أحد العائدين: “رجعنا ندوّر على بيوتنا.. بس اللي لقيناه رماد.”
وتضيف سيدة مسنّة: “ما عندنا غير الله.. نبدأ من الصفر، المهم رجعنا لأرضنا.”
تنفيذ اتفاق شرم الشيخ يمنح بصيص أمل
تأتي هذه العودة عقب بدء تنفيذ اتفاق شرم الشيخ الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين الأطراف المعنية، والذي نصّ على وقف العدوان الإسرائيلي على غزة مقابل تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
وبدأت مصلحة السجون الإسرائيلية نقل الأسرى الأمنيين الفلسطينيين تمهيدًا للإفراج عنهم ضمن صفقة تشمل أكثر من 250 أسيرًا محكومين بالمؤبد و1،700 معتقل من غزة، ما يعزز الآمال في تهدئة إنسانية مؤقتة تتيح للمدنيين التقاط أنفاسهم.
الدمار في كل مكان.. والمنظمات الإنسانية تتحرك
ورغم توقف القصف، ما تزال الأوضاع الإنسانية في شمال غزة كارثية.
منازل بلا سقوف، مستشفيات مدمرة، ومدارس تحولت إلى ملاجئ مكتظة.
المنظمات الدولية بدأت بإرسال قوافل مساعدات عاجلة تتضمن أدوية ومياه صالحة للشرب ومستلزمات طبية، بينما ناشدت الأمم المتحدة بضرورة فتح معابر إضافية لتسهيل دخول الإغاثة.
خطة سلام أمريكية تثير الجدل من جديد
في خضم هذه الأحداث، عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للواجهة بإعلانه خطة سلام مكونة من 20 بندًا، تهدف إلى “إعادة الاستقرار إلى قطاع غزة”، وإطلاق مسار تفاوضي جديد لإعادة الإعمار.
لكن الخطة أثارت انقسامًا حادًا، إذ يرى البعض أنها مجرد محاولة سياسية لاستثمار المعاناة الفلسطينية، بينما يعتبرها آخرون فرصة لتثبيت الهدنة.