من فتاه فرنسية إلى رمز عالمى.. حكاية القديسة تريزا الطفل يسوع

أقباط وكنائس

القديسة تريزا
القديسة تريزا

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في شهر أكتوبر من كل عام بذكرى رحيل القديسة تريزا الطفل يسوع، المعروفة بلقب تريزا قلب يسوع، وذلك في مختلف كنائسها حول العالم، إحيًاء لسيرتها التي امتألت باإليمان والمحبة والتفاني في طريق الرهبنة.
سيرة القديسة تريزا
ُولدت القديسة تريزا الطفل يسوع عام 1873 في بلدة "إلنسون" بفرنسا، ألسرة مسيحية ُعرفت بالتقوى، وكانت االبنة التاسعة بين إخوتها. منذ صغرها، أظهرت ميًال عميًقا نحو الحياة الدينية، وفي سن الخامسة عشرة التحقت بدير "سيدة الكرمل" في مدينة ليزيو، حيث سبقتها إلى هناك ثالث من شقيقاتها.
طريق الرهبنة
في بدايات حياتها الرهبانية، كانت تريزا تؤمن بأن القداسة ال ُتنال إال عبر قهر الذات والمجاهدة الروحية، لكنها مع مرور الوقت أدركت أن القداسة الحقيقية تكمن في ممارسة األعمال اليومية البسيطة بروح المحبة والاخلاص،ولرغبتها الشديدة في االنضمام إلى الدير رغم ِصغر سنها، لجأت إلى البابا الوون الثالث عشر طالبًة منه السماح بدخولها،فاستجاب لطلبها وأمر بقبولها رسمًيا.
في 10 يناير 1889،احتفلت الكنيسة بارتدائها الثوب الرهباني، ثم قّدمت نذورها في 8 سبتمبر 1890.وفي عام 1894،تلقت نبأ وفاة والدها، الذي عانى لسنوات طويلة من المرض، وهو في الحادية والسبعين من عمره.
سنوات الالام والرحيل استمرت تريزا في خدمتها الروحية داخل الدير حتى بدأت معاناتها مع مرض السل الرئوي، الذي سّبب لها نوبات متكررة من السعال والنزيف الدموي. ورغم تدهور حالتها، قابلت آالمها بالصبر واإليمان حتى نالت "مسحة المرضى" وتناولت القربان المقدس للمرة األخيرة في 19 أغسطس 1897.
وفي أكتوبر من العام نفسه، رحلت القديسة تريزا عن عمر ناهز الرابعة والعشرين، بعد حياة قصيرة لكنها تركت بصمة خالدة في تاريخ الكنيسة ومحبة المؤمنين حول العالم.