مؤمن الجندي يكتب: حنة المونديال

بين أروقة الأمل وأفراح العالمية، تتجلى أمامنا اليوم فرصة لا تعوض، نافذة نطل منها على مستقبل مشرق لكرة القدم المصرية.. نعم، نعلم جيدًا أن رياح التغيير لم تهب بعد بالصورة التي نطمح إليها، وأن علامات الاستفهام تظل تلوح في الأفق حول أداء اتحاد الكرة، والتخبطات التي عصفت بمسيرة الكرة المصرية على مدار السنوات الماضية.. نعلم جيدًا أن حرقة القلب تتملكنا حين نرى ملاعبنا خاوية، في حين تعج ملاعب أشقائنا العرب والجيران الأفارقة بالجماهير، وكأن كرة القدم في بلادهم تنبض بالحياة.
لكن، هل يجوز أن نترك اليأس يتسلل إلى قلوبنا؟ هل يعقل أن نسمح للضغائن والأحزان أن تحجب عنا وهج الفرح، وسحر اللحظات التي تجمعنا كأمة واحدة؟ لا، وألف لا! ففي خضم هذه المعمعة، تلوح لنا فرصة ذهبية، يوم استثنائي، يجمعنا فيه حب الوطن، وشغف كرة القدم، وأمل الفرح. يوم الأحد القادم، يوم الاحتفال.
دعونا ننسَ للحظات كل ما يؤرقنا، وكل ما يثير حزننا، ولنركز على الهدف الأسمى أن نظهر للعالم بأسره أن مصر ما زالت تنبض بالحياة، وأن جماهيرها ما زالت تعشق كرة القدم، وأن شغفها بالمنتخب الوطني لم يمت بعد. لنملأ المدرجات عن بكرة أبيها، لنجعلها بحرًا من الأعلام والأهازيج، لتتراقص القلوب طربًا، وتصدح الحناجر بالهتافات.
يا عشاق "الفراعنة"
لا تخذلوا منتخبكم في هذه اللحظات الحاسمة. لا تدعوا الملعب يظهر بصورة سيئة، ولا تدعوا مقعدًا فارغًا يشهد على خذلاننا.. كونوا أنتم الوقود الذي يشعل الحماس، أنتم الأمل الذي يضيء الدروب، أنتم السند الذي يعتمد عليه اللاعبون في الملعب.
نداء إلى الشركة المتحدة
نأمل منكم أن تكونوا على قدر المسؤولية، وأن تقدموا لنا يومًا احتفاليًا يليق باسم مصر. نتمنى أن نشهد مفاجآت تسعد الجماهير، وأن تتركوا بصمة لا تُنسى في ذاكرة هذا اليوم التاريخي. نريد أن نرى ملعبًا يفيض بالبهجة والسعادة، ملعبًا يشع نورًا وحبًا.
يا حسام حسن، يا أسطورة الكرة المصرية
تستحق أن تُحيا فيك آمال أمة، وتستحق أن نرفع لك القبعات إجلالًا وتقديرًا. لقد كنت وما زلت رمزًا للعطاء والتفاني، لاعبًا ومدربًا، شامخًا كأهراماتنا، ثابتًا كأرضنا. وها أنت اليوم، تبلغ القمة مرة أخرى، لتصنع التاريخ كأول مصري يصل إلى كأس العالم لاعبًا ومدربًا.. لك منا كل التحية والتقدير، ولك منا كل الدعم والمساندة.. أنت فخر لنا جميعًا، ولكن عليك العمل للمونديال حتى لا نخرج من الباب الصغير.
في النهاية وبالبلدي كدة، لازم كلنا نتجمع في هذا اليوم ونملئ المدرجات عن آخرها ولنعتبر أنها “حنة المونديال” وكأس العالم الفرح.. فلنبدأ هذه الرحلة معًا، متحدين، متحابين، عازمين على أن نرفع اسم مصر عاليًا، ولنجعل هذا اليوم يومًا تاريخيًا، يذكره الجميع بفخر واعتزاز.