الرياضة بوابة التواصل: دليلك لتمارين فعّالة لأطفال التوحد لتحسين التركيز والسلوك
يمثل الطفل المصاب بالتوحد تحديًا خاصًا في الرعاية والتربية، لكنه أيضًا يمتلك قدرات فريدة تنتظر من يفتح لها الأبواب. ومن أبرز هذه الأبواب: التمارين الرياضية. فالرياضة لا تنمّي فقط الجسد، بل تساهم في تحسين المهارات الاجتماعية، وتقليل القلق، وزيادة القدرة على التركيز.
أولًا: لماذا يحتاج طفل التوحد إلى التمارين الرياضية؟
الدراسات الحديثة تُظهر أن النشاط البدني يساعد على:
- تقليل السلوكيات العدوانية والمتكررة.
- تحسين التفاعل الاجتماعي والانتباه.
- زيادة القدرة على التعبير الجسدي والعاطفي.
- تنظيم النوم وتحسين المزاج.
ثانيًا: أهم الشروط قبل بدء التمارين
استشارة طبيب أو أخصائي علاج وظيفي لمعرفة حدود الحركة المناسبة.
اختيار تمارين ممتعة وبسيطة، وتجنب التمارين المعقدة أو التنافسية في البداية.
الروتين والوضوح: يجب أن تكون التمارين في جدول ثابت وبأسلوب بصري إذا أمكن (صور – فيديوهات توضيحية).
ثالثًا: تمارين رياضية مفيدة لطفل التوحد
1. تمارين التوازن (Balance)
أدوات: كرة توازن – حبل على الأرض.
الهدف: تقوية العضلات وتحسين التركيز.
مثال: المشي على خط مستقيم أو الوقوف على قدم واحدة.
2. تمارين الضغط (Heavy Work)
أدوات: وسائد – صناديق خفيفة الوزن.
الهدف: تنظيم الجهاز الحسي وتهدئة الطفل.
مثال: دفع صندوق، أو الزحف تحت طاولة.
3. القفز والركض (Cardio)
أدوات: ترامبولين صغير أو ألعاب حركية.
الهدف: تصريف الطاقة الزائدة، وزيادة مرونة الجسم.
مثال: نط الحبل أو سباق بسيط.
4. تمارين التقليد (Imitation Drills)
أدوات: لا تتطلب أدوات، فقط وجود شخص آخر.
الهدف: تحسين المهارات الاجتماعية والانتباه للآخر.
مثال: تقليد حركات مثل التصفيق، الدوران، الانحناء.
5. تمارين الاسترخاء (Calm Down Exercises)
أدوات: سجادة يوجا، موسيقى هادئة.
الهدف: خفض التوتر وتحسين التنفس.
مثال: تمارين تنفس عميق، أو وضعية الطفل في اليوغا.
رابعًا: نصائح لتطبيق التمارين بنجاح
استخدم الصور أو البطاقات لتوضيح كل تمرين.
- ابدأ بمدة قصيرة (10 دقائق) وزِد تدريجيًا حسب استجابة الطفل.
- كافئ الطفل بعد التمرين بكلمة تشجيع أو لعبة يحبها.
- تجنّب الصراخ أو العقاب، حتى لو رفض أداء التمرين.
- اجعل التمرين وقتًا مرحًا لا واجبًا مفروضًا.
خامسًا: متى يُفضل إشراك أخصائي؟
إذا لاحظت أن الطفل:
- يرفض التمارين بشكل مستمر.
- يظهر سلوكًا عدوانيًا عند محاولة أداء النشاط.
- يعاني من ضعف واضح في التوازن أو الحركة.
- هنا يُنصح بإشراك أخصائي علاج طبيعي أو وظيفي مختص بالتوحد لتوجيه التمارين.
الرياضة ليست فقط وسيلة للترفيه، بل أداة علاجية فعالة للأطفال المصابين بالتوحد. ومع القليل من الصبر والحب، يمكن أن تصبح دقائق التمرين نافذة نحو عالم التواصل والانطلاق.