ما قصة 4 مليارات دولار سنويًا يواصل ترامب تقديم الدعم بها لإسرائيل؟

في تصريحات مثيرة وجّهها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عاد الحديث مجددًا عن الدعم الأمريكي السخي لإسرائيل، والذي يتجاوز 4 مليارات دولار سنويًا. دعمٌ لا يتوقف رغم تفاقم الأزمات الإنسانية في المنطقة، وفي مقدمتها ما يعانيه قطاع غزة من دمار وحصار خانق. فما خلفيات هذا الدعم؟ وما الذي كشفه ترامب عن نواياه تجاه غزة؟
ترامب: "السيطرة على غزة ستكون أمرًا جيدًا"
خلال استقباله نتنياهو، أعرب ترامب عن دهشته من انسحاب إسرائيل من قطاع غزة سابقًا، معتبرًا أن بقاءها هناك "كان سيكون أفضل". وأضاف: "السيطرة على غزة ستكون أمرًا جيدًا"، في تعبيرٍ يعكس موقفًا داعمًا لأي تحرك إسرائيلي لإعادة بسط النفوذ على القطاع.
الأخطر في تصريحاته كان ما كشفه عن وجود دولٍ أبدت استعدادها لاستقبال سكان غزة، موضحًا أن "بعد نقل السكان، سنسمي القطاع منطقة الحرية"، مشيرًا إلى أن غزة "مكان خطر للغاية" ويتطلب سنوات لإعادة بنائه.
نتنياهو يرد: لا نريد تصعيدًا ونسعى لاتفاق جديد
من جانبه، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اللقاء أن المشاورات مع ترامب تناولت الأوضاع في غزة وسوريا، مبرزًا سعي إسرائيل إلى تجنب التصعيد في الإقليم، وقال: "لا نريد أن تستغل تركيا الوضع في سوريا". كما كشف أمله في التوصل إلى اتفاق جديد، سياسيًا واقتصاديًا، يشمل إزالة الحواجز التجارية بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بسكان غزة، تحدث نتنياهو عن "ضرورة أن يكون لديهم خيار الذهاب لأي مكان"، دون أن يحدد ما إذا كان يقصد التهجير أو حرية التنقل.
القاهرة وباريس وعمّان.. تحركات دبلوماسية لدعم غزة
في مقابل التصريحات الصادمة من الجانب الأمريكي والإسرائيلي، تحركت دول إقليمية ودولية في مسار مغاير. فقد استضافت القاهرة قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بهدف دفع الحلول السياسية للأزمة الفلسطينية، وتثبيت التهدئة في قطاع غزة، وبدء جهود إعادة الإعمار.
وأكدت الأطراف الثلاثة خلال القمة دعمها الكامل لتوفير ممرات إنسانية عاجلة، وإطلاق مسار تفاوضي حقيقي يضمن حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
السيسي: لا سلام دون حل عادل للقضية الفلسطينية
في مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن السلام في الشرق الأوسط "سيظل بعيد المنال" ما لم يتحقق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. ولفت إلى أن معاناة الفلسطينيين تمثل حجر عثرة أمام أي تسوية.
وأكد السيسي تمسك مصر بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية. كما دعا إلى فتح أفق سياسي جديد برعاية إقليمية ودولية لإحياء عملية السلام.
مكالمات دولية وتوقيع اتفاقيات استراتيجية
تخللت القمة الثلاثية مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي ترامب، تناولت سبل دعم الاستقرار وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لغزة. وجاء ذلك بالتوازي مع توقيع مصر وفرنسا لسبع اتفاقيات تعاون استراتيجي في مجالات الصحة والتعليم والطاقة والنقل، من بينها إنشاء مركز صحي فرنسي بالقاهرة، ومذكرة لتأسيس 100 مدرسة فرانكفونية، وخارطة طريق لمشروع الخط السادس لمترو القاهرة الكبرى.