التطورات الميدانية والسياسية في غزة.. تصعيد إسرائيلي ومفاوضات متعثرة

تشهد الأوضاع في قطاع غزة تطورات متسارعة، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل، وجهود دبلوماسية لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار. وفيما تواصل قوات الاحتلال قصفها المكثف لمناطق مختلفة من القطاع، تتزايد الضغوط الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة.
تصعيد إسرائيلي واسع وارتفاع أعداد الشهداء
أفادت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 تجاوز 50،021 شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى 113،274 مصابًا، بينهم 25،000 بحاجة إلى تأهيل طويل المدى، و4700 حالة بتر، منهم 850 طفلًا. وأكدت الوزارة أن نسبة الضحايا من إجمالي سكان القطاع بلغت 7%، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
في سياق متصل، شنت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات جديدة، منذ فجر اليوم، أسفرت عن استشهاد 51 فلسطينيًا في مناطق متفرقة من القطاع، وفق مصادر طبية. كما أفادت الأونروا أن 124،000 فلسطيني نزحوا خلال الأيام الماضية نتيجة القصف العنيف، مشيرة إلى أن إسرائيل قطعت جميع المساعدات، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
مفاوضات متعثرة ومطالب متبادلة
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن حماس تبدي اهتمامًا بالتوصل إلى اتفاق، لكنها تتمسك بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزة، ووقف إطلاق النار، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية.
كما أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن الأطراف تناقش إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة للإفراج عن كافة المحتجزين الأحياء مقابل وقف الحرب.
في السياق ذاته، كشفت وكالة رويترز، نقلًا عن مصادر أمنية، أن مصر اقترحت جدولًا زمنيًا لإطلاق سراح الرهائن مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة بضمانات أمريكية. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن هناك مقترحًا مصريًا جديدًا يحمل مؤشرات إيجابية، لكن لا تزال هناك فجوات كبيرة تحتاج إلى تسوية.
التصعيد العسكري مستمر رغم الوساطات
ورغم الجهود الدبلوماسية، فإن التصعيد الإسرائيلي لم يتوقف، إذ صرح وزير الجيش الإسرائيلي بأن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقيق إطلاق سراح جميع الرهائن وفقدان حماس سيطرتها على غزة. كما نقلت القناة 12 عن رئيس الأركان الإسرائيلي قوله إنه لا خيار سوى تصعيد الضغط العسكري على حماس، لأن الضربات الحالية لم تدفعها إلى إطلاق سراح المختطفين.
في المقابل، أكد القيادي في حماس، سهيل الهندي، أن الاتصالات مستمرة وهناك مرونة وبصيص أمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قريبًا، وهو ما يعكس استمرار التفاوض رغم التصعيد الميداني.
رفض مصري لتهجير الفلسطينيين وتصاعد الغضب الإعلامي
أكدت مصر، على لسان مسؤولين رسميين، رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، سواء قسرًا أو طوعًا، مشددة على أن الحل يكمن في إنهاء العدوان وليس بترحيل السكان.
في سياق آخر، أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين استهداف الاحتلال للصحفيين محمد منصور وحسام شبات، ووصفت العملية بأنها جريمة حرب تستهدف طمس الحقيقة.
وأشارت النقابة إلى أن 206 صحفيين فلسطينيين استشهدوا منذ بدء العدوان، في أكبر مجزرة ضد الإعلاميين في التاريخ الحديث، داعية إلى تحرك دولي عاجل لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها.
تصاعد العمليات في الداخل الإسرائيلي
في تطور آخر، شهدت مدينة يوكنعام، جنوب شرق حيفا، هجومًا مسلحًا، حيث دهس منفذ الهجوم عددًا من المدنيين قبل أن يترجل ويطلق النار عليهم.
وأسفر الهجوم عن إصابة شخصين، فيما أكدت الشرطة الإسرائيلية القضاء على المنفذ في موقع الحادث.
إسرائيل تناقش ميزانية 2025 وسط انشغال بالحرب
على الصعيد الداخلي، تبدأ الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي مساء اليوم مناقشات مكثفة حول ميزانية الدولة لعام 2025، والتي تبلغ 620 مليار شيكل، ومن المتوقع أن يتم التصويت عليها بالقراءة النهائية ظهر الغد، وسط انقسامات سياسية حادة بشأن أولويات الإنفاق، في ظل استمرار الحرب على غزة.
في النهاية تتواصل معاناة الفلسطينيين في غزة وسط تصعيد إسرائيلي مستمر، في وقت تبذل فيه الوساطات الدولية جهودًا مكثفة للوصول إلى اتفاق هدنة، إلا أن تمسك كل طرف بمطالبه يزيد من تعقيد المشهد.
وبينما تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، تتجه الأنظار إلى الدور الذي قد تلعبه الضغوط الدولية في حسم الموقف خلال الأيام المقبلة.