تحليل: نهج ترامب المتسرع في السياسة الخارجية يثير تساؤلات حول فاعليته

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرًا تحليليًا أمس، تناولت فيه نهج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في التعامل مع الصراعات الدولية، مشيرة إلى أنه يتميز بالعجلة في اتخاذ القرارات، مما يؤثر على استدامة سياساته الخارجية.
نهج ترامب في السياسة الخارجية: سرعة التنفيذ أم تسرع مفرط؟
حسب التقرير، فإن ترامب، حتى قبل توليه الرئاسة رسميًا، نسب لنفسه الفضل في تحقيق ما وصفه بـ «وقف إطلاق نار ملحمي» في غزة، كما دفع أوكرانيا وروسيا نحو التوصل إلى هدنة سريعة، رغم التعقيدات الجيوسياسية.
أما فيما يتعلق بإيران، فقد أشار التقرير إلى أن ترامب سعى إلى إبرام اتفاق سريع خلال شهرين لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية، مستخدمًا تكتيكات وصفت بـ «الحرب الخاطفة» لتجاوز التعقيدات البيروقراطية، وتعزيز السلطة التنفيذية، ومهاجمة خصومه السياسيين.
النتائج والتحديات: هل نجح نهج ترامب؟
أوضح التقرير أن أسلوب ترامب المتسرع في السياسة الخارجية، والذي كان يهدف إلى حل النزاعات التي ورثها بسرعة، قد يواجه تحديات تعوق استمراريته.
حيث انهار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقترح ترامب لوقف فوري للقتال في أوكرانيا لمدة 30 يومًا.
وعلى صعيد الملف النووي الإيراني، لا تزال الجهود الدبلوماسية بعيدة عن تحقيق اختراق ملموس، على الرغم من مساعي ترامب لإنجاز اتفاق سريع.
تحذيرات الخبراء: العجلة لا تصنع الدبلوماسية
في هذا السياق، قال آيرون ديفيد ميلر، المفاوض الأمريكي السابق لمنطقة الشرق الأوسط وزميل وقفية كارنيجي للسلام الدولي، إن حكومة ترامب دائمًا في عجلة من أمرها، مشيرًا إلى أن السياسة الخارجية ليست مجرد صفقات سريعة، بل تحتاج إلى رؤية استراتيجية طويلة المدى.
وأضاف ميلر:
"السياسة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا، غزة، وإيران لا تُقاس بعدد الإدارات، بل تستغرق أجيالًا. التسرع في التوصل إلى حلول قد يكون محفوفًا بالمخاطر، لأنه يؤدي إلى تشخيص خاطئ للمشكلة بحثًا عن نتائج سريعة."