الكشف وثائق سرية جديدة حول اغتيال جون كينيدي يثير الجدل من جديد

عربي ودولي

الكشف وثائق سرية
الكشف وثائق سرية جديدة حول اغتيال جون كينيدي

كشف الموقع الإلكتروني لإدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الأمريكية عن مجموعة جديدة من الملفات التي كانت مصنفة سرية سابقًا، تتعلق باغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي عام 1963.

وتم إتاحة هذه الوثائق للجمهور، مما أثار موجة جديدة من الاهتمام والتكهنات حول واحدة من أكثر عمليات الاغتيال إثارة للجدل في التاريخ الحديث.

إصدار ضخم للوثائق المتعلقة باغتيال كينيدي

تم نشر هذه الوثائق على الموقع الرسمي لإدارة المحفوظات والسجلات الوطنية، حيث تم الإفراج عن الغالبية العظمى من أرشيف يتجاوز 6 ملايين صفحة.

يتضمن الأرشيف صورًا فوتوغرافية، تسجيلات صوتية، أفلامًا وثائقية، وتحفًا تاريخية متعلقة بالحادثة، مما يجعلها واحدة من أكبر عمليات رفع السرية عن وثائق حكومية في تاريخ الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد صرّح في وقت سابق بأنه سيتم الإفراج عن 80 ألف ملف جديد متعلق بالحادثة.

وأضاف أثناء زيارته لمركز جون إف كينيدي للفنون المسرحية في واشنطن:
"لدينا كمية هائلة من الوثائق، وهناك الكثير من القراءة أمامكم."

2400 سجل جديد كشف عنها مكتب التحقيقات الفيدرالي

في خطوة مفاجئة، كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن 2400 سجل جديد تتعلق باغتيال كينيدي، مما زاد من فضول الباحثين والصحفيين حول طبيعة المعلومات التي كانت مخفية لعقود.

ماذا تكشف الوثائق الجديدة؟

وفقًا للأرشيف الوطني، فإن الإصدار الأخير شمل 1123 وثيقة بصيغة PDF، تضمنت تقارير رسمية، ملاحظات مكتوبة بخط اليد، ووثائق أخرى تاريخية. 

ولكن على الرغم من تصريحات ترامب السابقة بأنه لن يكون هناك أي تنقيح أو حذف للمعلومات، إلا أن المراجعة الأولية كشفت عن حجب بعض المعلومات، مما أثار تساؤلات حول سبب استمرار السرية في بعض الجوانب.

الباحثون لم يتوقعوا اكتشافات جديدة كبرى

يعتقد المؤرخون أن الوثائق الجديدة قد لا تحتوي على تفاصيل صادمة، حيث يؤكد ديفيد جارو، المؤرخ المتخصص في وكالات الاستخبارات، أن الوثائق الأخيرة أقل تفصيلًا من الإصدارات السابقة، وربما لن تغير الفهم العام للحادثة.

ويجمع الباحثون على أن استعراض جميع الوثائق وتحليلها قد يستغرق شهورًا، إن لم يكن أكثر، نظرًا لحجمها الكبير وصعوبة قراءتها، خاصة أن العديد منها كُتب منذ أكثر من نصف قرن، وهو ما يجعلها غير واضحة في بعض الحالات.

السبب الحقيقي وراء استمرار السرية؟

يقول البروفيسور تيم نفتالي، أستاذ الشؤون الدولية في جامعة كولومبيا، إن الوثائق لم تبقَ سرية كل هذه العقود بسبب احتوائها على معلومات مثيرة حول الاغتيال، بل لإخفاء تفاصيل حساسة عن طرق جمع المعلومات الاستخباراتية التي كانت تستخدمها وكالة المخابرات المركزية (CIA) في ذلك الوقت.

وأضاف نفتالي:
"لطالما كنت أشك في وجود دليل قاطع في هذه الوثائق، لأنه لو كان هناك شيء حاسم، لكان ترامب قد نشره عام 2017."

ما الذي تبقى ليُكشف؟

وفقًا لإدارة المحفوظات الوطنية، فإن 99% من وثائق كينيدي المعروفة تم الكشف عنها بالفعل، وهي نحو 320 ألف وثيقة. 

ومع ذلك، لا تزال 2100 وثيقة محجوبة كليًا أو جزئيًا بسبب عمليات التحرير، بالإضافة إلى 2500 وثيقة أخرى لا تزال قيد السرية بموجب أوامر محكمة وقيود أمنية أخرى.

ردود أفعال المؤرخين والباحثين

يرى العديد من المؤرخين أن إصدار الوثائق الأخيرة قد لا يغيّر الفهم الأساسي لما حدث يوم 22 نوفمبر 1963، حيث اغتيل كينيدي أثناء مرور موكبه في مدينة دالاس، تكساس، على يد لي هارفي أوزوالد.

ويقول المؤرخ فريدريك لوجيفال، من جامعة هارفارد:
"لا أعتقد أن هذه الوثائق ستغير فهمنا لما حدث في ذلك اليوم الرهيب، لكن يجب علينا أن نكون مستعدين للمفاجآت."

هل هناك تفاصيل مخفية تتعلق بالجريمة المنظمة؟

تُشير بعض الوثائق التي أُفرج عنها سابقًا إلى زيارة لي هارفي أوزوالد إلى مكسيكو سيتي في سبتمبر 1963، حيث التقى بمسؤولين من السفارتين السوفييتية والكوبية، مما أثار تكهنات حول وجود ارتباطات استخباراتية.

ويرى بعض الباحثين أن ما تبقى من وثائق سرية قد يتضمن أسماء لمخبرين استخباراتيين أو شخصيات مرتبطة بالجريمة المنظمة، وهو ما قد يفسر سبب إبقائها سرية حتى الآن.

خلفية رفع السرية عن وثائق كينيدي

في عام 1992، وبعد تصاعد الاهتمام بنظريات المؤامرة حول اغتيال كينيدي، أصدر الكونغرس الأمريكي قانونًا يُلزم الحكومة بجمع جميع السجلات المتعلقة بالحادثة في مكان واحد، مع الإفراج عنها خلال 25 عامًا.

في عام 2017، أصدر ترامب أوامر برفع السرية عن الوثائق المتبقية، مما أدى إلى نشر أربع دفعات رئيسية من الوثائق، وفي عام 2023، أعلن الرئيس جو بايدن عن "الشهادة النهائية"، إلا أنه أبقى على 5000 وثيقة قيد السرية، إما جزئيًا أو كليًا.

ما الذي قد تكشفه الوثائق القادمة؟

يعتقد الباحثون أن الوثائق المتبقية قد تكشف مزيدًا من التفاصيل حول:

  • الدور الحقيقي لـ لي هارفي أوزوالد وما إذا كان يعمل بمفرده.
  • علاقة وكالات الاستخبارات بالجريمة المنظمة خلال تلك الفترة.
  • تفاصيل حول أساليب التجسس التي استخدمتها وكالة المخابرات المركزية خلال الحرب الباردة.