إيمان رشوان الأم المثالية بالفيوم.. قصة كفاح جسدت معاني الصبر والتضحية

ضربت السيدة إيمان أحمد رشوان من محافظة الفيوم أروع الأمثلة في الصبر والعزيمة في رحلة كفاح ملهمة، بعدما تحملت مسؤولية تربية أبنائها وحدها عقب وفاة زوجها، لتصبح نموذجًا للأم المصرية الصامدة التي تتحدى الصعاب من أجل بناء مستقبل أبنائها.
إيمان رشوان.. رحلة كفاح أم مثالية في الفيوم
لم يكن فوز إيمان أحمد رشوان محمد بلقب الأم المثالية الأولى على مستوى محافظة الفيوم مجرد تكريم عابر، بل جاء تتويجًا لمسيرة كفاح استمرت 37 عامًا، بدأت بزواجها عام 1988 من المهندس علي حجازي، لكنها لم تَنعم بالحياة الزوجية سوى ثلاث سنوات فقط، حيث أصيب زوجها بمرض الكبد، ليبدأ معها فصل جديد من المعاناة استمر خمس سنوات حتى رحيله عام 1996.
رحلة صعبة ومسؤولية مبكرة
تروي إيمان رشوان، التي تعمل وكيلًا لمدرسة الكعابي الابتدائية الجديدة، أنها بعد زواجها بثلاث سنوات فقط فوجئت بإصابة زوجها بفيروس "سي"، لتبدأ معه رحلة علاج طويلة ومكلفة.
كانت في تلك الفترة أمًا جديدة لطفلتها الكبرى نسمة، التي وُلدت عام 1991، وتخرجت لاحقًا في كلية العلوم، وحصلت على دبلومة في التحاليل الطبية، وهي اليوم متزوجة ولديها ولدين.
وفي عام 1992، رزقت بابنتها الثانية زينب، التي حصلت على بكالوريوس التجارة، وهي متزوجة أيضًا ولديها طفلتان.
أما ابنها الأصغر عبد الرحمن، فقد ولد عام 1995 قبل وفاة والده بخمسة أشهر فقط، وهو الآن مهندس ميكانيكا يعمل بإحدى الشركات الخاصة.
رفضت الزواج وكرست حياتها لتربية أبنائها
بعد وفاة زوجها، وجدت إيمان رشوان نفسها وحيدة مع ثلاثة أطفال صغار، لا تملك سوى معاش لا يتجاوز 300 جنيه وراتبها من وظيفتها.
لكنها لم تستسلم، بل قررت أن تتحمل المسؤولية كاملة، فكانت تعمل بجد لتوفير احتياجات أبنائها، حتى إنها باعت ذهبها وميراثها من والدها لضمان مستقبلهم.
رفضت الزواج مرة أخرى، مكرسة حياتها لتربية أبنائها وتعليمهم، حتى تخرجوا جميعًا من الجامعات. واليوم، تحلم بإتمام زواج ابنها الأصغر عبد الرحمن، مؤكدة أنها لم تجعلهم يومًا يشعرون بفقدان والدهم.
تكريم مستحق وأمنية لم تتحقق بعد
تقول الأم المثالية إنها علمت بفوزها بالجائزة بينما كانت في مدرستها، حيث شكل الأمر مفاجأة كبيرة لها. وعلى الرغم من فرحتها بهذا التكريم، فإنها ما زالت تحلم بأداء فريضة الحج، ليكتمل مشوار كفاحها الذي بدأ قبل سنوات طويلة.
قصة إيمان رشوان ليست مجرد حكاية أم ضحت من أجل أبنائها، بل هي نموذج مشرف للصبر والكفاح والإصرار على النجاح، لتثبت أن الأمومة رسالة لا تتوقف عند حدود التربية، بل تمتد إلى صناعة الأمل والمستقبل.