الحاجة ثناء بشاري.. أم الشهيد الساجد تُتوج بالأم المثالية لشهيد الشرطة

بملامح يكسوها الفخر وعيون يغلبها الحنين، تلقت السيدة ثناء بشاري، والدة الشهيد المقدم أحمد عبد الفتاح جمعة، خبر حصولها على لقب "الأم المثالية لشهيد الشرطة"، تقديرًا لعطائها وصبرها على فراق ابنها البطل.
الشهيد البطل أحمد عبد الفتاح جمعة، ابن قبيلة أولاد يحيى من هوارة بصعيد مصر، نشأ في بيتٍ تعلّم فيه معاني الرجولة والشهامة، وحمل في قلبه منذ صغره حلم الدفاع عن وطنه. التحق بكلية الشرطة ليبدأ رحلة العطاء والبسالة، التي تُوجت بأسمى معاني التضحية.
في عام 2017، أثناء اشتباكات عنيفة مع العناصر الإرهابية بجبال قرية الكرنك في قنا، سطّر الشهيد أحمد آخر فصول بطولته، رفض ترك سلاحه حتى الرمق الأخير، وسجد عليه في لحظة وداع خالدة، ليُلقب منذ ذلك الحين بـ "الشهيد الساجد".
لم تكن الشهرة ولا الرتب العسكرية ما يسعى إليه أحمد، بل كانت غايته الأسمى حماية الوطن، وقد نال ما تمنّى برتبة الشرف الأسمى: "الشهيد".
الحاجة ثناء، تلك الأم الصابرة التي احتسبت ابنها عند الله شهيدًا، لم ينكسر قلبها رغم ألم الفقد. كانت السند والداعم لطفلتيه، خديجة وياسمين، وغرست فيهما من القيم ما يجعل والدهما فخورًا في مثواه.
اليوم، وهي تُكرّم بلقب "الأم المثالية لشهيد الشرطة"، تتحدث عن ابنها بقلب نابض بالفخر، وتروي مواقف إنسانية عنه خلدها جيرانه وأحباؤه. لم يكن الشهيد أحمد مجرد ضابط شرطة، بل كان نموذجًا للإنسان النبيل الذي لم يتأخر يومًا عن مساعدة الآخرين.
لم يتوقف التكريم عند منحه الشهادة، بل أطلقت وزارة الداخلية اسم الشهيد أحمد عبد الفتاح جمعة على قطاع الأمن المركزي بمحافظة قنا، ليظل اسمه حاضرًا يُلهم الأجيال القادمة.
قصة الشهيد الساجد وأمه الصامدة ليست مجرد ذكرى، بل هي رمز خالد للعزة والكرامة في جنوب مصر، ودليل حي على أن الوطن يُصان بتضحيات أبنائه الأوفياء.